(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

سأل جباةُ ضريبة الهيكل بطرسَ إذا كان يسوع يؤدِّي الجزية، أجاب بطرس بالإيجاب؛ ولمَّا دخل البيت بادره يسوع بالسؤال، وأعطاه سبب دفع الجزية: لئلَّا نُحرجَهم. يعتبر يسوع أنَّه، وإنْ كان من المنطق ألَّا يُعطي الجزية، ولكن من أجل سلامة مشاعر الآخرين سوف يقوم بالدفع. 

هناك تفاسير كثيرة تحاول أنْ تشرح مفهوم دفع الغرباء للجزية وليس الأبناء. هل الجزية هنا جزية دينيَّة أم سياسيَّة؟ هل الجزية جزية الهيكل اليهوديّ أم الهيكل الرومانيّ؟ هل ملوك الأرض هم الأباطرة الرومان؟... لن ندخل في حلِّ هذه الصعوبات، ولكنَّ القراءة الروحيَّة واضحة: الملوك يأخذون الجزية من الغرباء، لأنَّ الأبناء أحرار. معنى ذلك هو أنَّ الأبناء لا يدفعون الجزية لأنَّهم يعيشون في عائلة؛ والعيش في عائلة يقتضي أنْ يكون كلُّ شيء مشتركًا. إنَّهم أبناء البيت وكلّ ما هو لهم يتقاسمونه ولا يدخلون في عمليّات حسابيّة.

تتميَّز هذه الأعجوبة بغرابتها: اصطياد سمكة يحتوي فمها على المال الكافي للجزية. يُمكننا فَهم هذه الأعجوبة بِبُعدَين متكامِلَين: استعمل يسوع قدرته العجائبيَّة لئلَّا يُحرجَ الآخرين؛ وجَعل بطرس الصيَّاد يجد في عمله ما يكفي حاجته.

تأمل في النص

اللافت للنظر في عمل يسوع في هذا النصّ هو أنَّه أظهر حقَّه أوَّلًا، بعد ذلك تخلَّى عنه باسم احترام شعُور الآخر وعدم تشكيكه. بل أكثر من ذلك، أخلى ذاته واحتمل الموت على الصليب رغبة منه في خلاص الآخرين. اِبْنِ أعمالك دائمًا على خلفيَّة منطق يسوع؛ أَعطِ الأولويَّة دائمًا للآخر الذي مات يسوع من أجل خلاصه.

قراءة سطحيَّة لهذه الأعجوبة تجعلنا نرى فيها نوعًا من السِّحْر! فيسوع لم يجترح مرَّة أعجوبة تعود نتائجها على شخصه. قراءة أعمق تُظهر أنَّ نتائج هذه الأعجوبة تصبُّ في خانة الامتثال الاجتماعيّ. أضف إلى ذلك أنَّ الأعجوبة تمَّت ضمن عمل بطرس الشخصيّ. نعمة الله معكَ دائمًا، فكيف تستفيد منها لعيش تناغم جماعيّ؟ هل تَعي أنَّ الربَّ يجترح المعجزات في أبسط تفاصيل عملك؟

الفكرة الرئيسة

بِنعمة الربّ، يمكنك دائمًا أن تعيش وتتصرَّف بشكل لا يشكِّك الآخرين، وبخاصَّة الضعفاء.

صلاة

طلباُتك يا ربُّ في معظم الأحيان غريبة وغير منطقيَّة: املأوا الأجران ماء، واستقوا؛ ارموا الشبكة بعد ليل فاشل؛ اصطد سمكة تجد في فمها مالًا... أحبُّوا أعداءَكم، مَن ضرَبك على خدِّك... أعطني يا ربُّ النعمة لأختبر فاعليَّتها في حياتي.

خذ قرارًا لهذا اليوم