(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

يبدأ النصّ بعرض الصعوبة دون طلب شيء: يا ربّ، الذي تحبُّه مريض. عَرض يُشبه ما قالته أمُّ يسوع في قانا: ليس عندهم خَمر. يكفي عرض الصعوبة على الربّ، والربُّ يَعرف ويكفل تحقيق الهدف.

ينتقل النصّ إلى بُعد آخر، بُعد الموت: "لو كنت هنا لما مات أخي". يأتي كلام مرتا هذا على مستويَين: صحيح أنّه لو كان يسوع حاضرًا لكان قادرًا على شفاء لعازر من مرضه؛ أمّا المستوى الأعمق فهو تحديد مفهوم الموت: الموت الحقيقيّ هو غياب يسوع أو بالأحرى تغييبُه.

قَبل أن يصرخ يسوع بأعلى صوته مُقيمًا لعازر، شَكر الآب السماويّ بصيغة الماضي: أشكرك لأنَّك استجبتَ لي. ولكن هدف الصلاة والأعجوبة هو من أجل الذين يُعاينون الحدث: ليؤمِنوا أنَّك أرسلتَني. تجدر الإشارة أنَّ هذا الهدف هو هدف إنجيل يوحنَّا عامَّة في عرضِه لبعض آيات يسوع (يو 20 : 30 – 31).

تأمل في النص

كلمات كثيرة قيلت في لعازر ولكنَّ الإنجيليّ يعرضها حتَّى يطبِّقها القارئ المؤمن على نفسه. "إنَّ الذي تُحبُّه مريض"؛ هل تعتقد أنّ هذا التأكيد يُقال في لعازر فقط؟ مَن مِنّا لا يُحِبُّه يسوع؟ مَن منّا ليس بشكل أو بآخر مريضًا؟ ألا يُمكن أن تُلخّص هذه العبارة مضمون طلباتِنا، إن من أجلِنا أو من أجل الآخرين؟ هل تؤمِن أن الربّ قادر على منح الحياة حتّى وإن شاهدنا بمنطقنا البشريّ موت كلّ أسباب الرجاء؟

جواب يسوع مقابل "رقاد - موت" لعازر: أنا ذاهب لأوقظه، لأوقظ لعازر وكلّ الذين يُشبهونه. عندما تكون مُحبَطًا أو يائسًا أو مُنغمسًا في الخطيئة... أَلا تكون راقدًا؟ يسوع يأتي ليوقظك؛ فكيف ستواجهه؟ هل تقبل عمله الذي يجعلك تتبدَّل وتحيا؟

بكى يسوع أمام قبر لعازر بالرغم من معرفته بأنَّ الآب منحه قوَّة إحيائه. بُكاء يسوع هو بُكاء رجاء وليس بُكاء يأس أو خيبة أمل. إنّه بُكاء المحبّة التي هي أقوى من الموت. عسى أن تُصبِح كلّ دمعة نذرفُها كالدمعة التي ذرفها يسوع.

الفكرة الرئيسة

لا شيء يقف مقابل قدرة الربِّ يسوع الْمُحيية، لا في الحياة ولا حتَّى في الموت.

صلاة

أحييتَ يا ربُّ ابنة يايرس في البيت، وابن أرملة نايين على الطريق، ولعازر من القبر. نَعم يا ربّ، أنا أؤمن بأنَّك تطالني حيثما أكون ميتًا.

خذ قرارًا لهذا اليوم