(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

لا يمكن للدنس أن يقف أمام وجه الربّ إذ إنّه سيحترق فورًا. فالله نار، تنير الأخيار وُتحرق فتُفني الأشرار. فالله قاض عادل. وعدله يقود الشرير إلى أن يحكم هو على نفسه، أن يفني هو نفسه أمام الطهر الكامل. لذلك يشدّد الكتاب المقدّس على ضرورة أن يحافظ الإنسان على حالة النعمة والقرب من الله، لأنّها هي طريق الحياة والباب الذي منه ندخل إلى مشروع الخلاص الذي أعدّه لنا الربّ.

فهم العهد القديم هذا التطهير بصورته الخارجيّة، أي الاغتسال بالماء عند ارتكاب الخطايا. ولكنّ العهد الجديد، مع الربّ يسوع، دعانا إلى التطهير الأفضل والضروريّ، ألا وهو أن نغسل قلوبنا من كلّ ما يعلق فيها من أنانيّة وغشّ ورياء أو أي أثر لما يخالف تعاليم الربّ يسوع ووصيّته السامية بأن نحبّ جميع الناس كما نحبّ أنفسنا.

الندامة الصادقة على الخطايا هي دواء القلوب. ليس الله من يحتاج إلى ندامتنا بل نحن بحاجة ماسّة لها، أوّلا لكي نكتشف ما هو خطأ وما هو صواب. إذ يعتاد الإنسان على الخطيئة لدرجة أنّها تصبح في عينيه وكأنّها الحالة العادّية. لذلك ففحص الضمير الدائم يساعدني على أن أسمّي الأشياء بأسمائها فلا أقع في غشّ من نفسي. كما أنّ التوبة تحرّر القلب وتفتحه على نعمة الله. فالتوبة هي بحدّ ذاتها قرار حرّ منّي بأنّي ارفض الشرّ لأنّني اعرف مرارته وأذاه الكبير. والتوبة صرخة من القلب للسيّد الربّ أن يأتي ويشفي جراحنا. وهذه الصرخة لن يدعها الربّ تعود خائبةً أبدًا.

تأمل في النص

مسيرة الإنسان في النهار تعتريها نواقص جمّة، وتتعرّض باستمرار لهجمات العدوّ، يوقعنا في مختلف أنواع التجارب. فكما يغتسل الإنسان كلّ مساء ليرفع عن جسمه أدران النهار وغبار الطرقات، حريّ به أكثر أن لا يهمل يوميًّا اغتساله الروحيّ من خلال فحص ضميره. 

عليّ أن لا أسارع إلى الصلوات والطلبات والتضرعات، قبل أن انزع عنّي كلّ أدران الخطايا التي تعرّضت لها. فهذه الأخيرة ستقف حاجزًا بيني وبين الربّ، طالما أنا لم أخرجها من قلبي مقرَّا بها. ستشكّل غشاوةً كثيفةً أمام عينيّ تمنعني من أن أنظر بفرح ورفعة راس إلى وجه الله.

فمن يجسر أن يكذب على الله واقفًا أمامه على أنّه الابن المحبوب وهو في الوقت نفسه يخفي خلف ظهره يدين ملوّثتين بدم أخيه؟ من هو الجاهل الذي يعتقد أن يديه مخفيتين عن عينيّ الربّ القدير، فاحص القلوب والكلى.

الفكرة الرئيسة

الحياة مع الله تفترض من الإنسان أن ينزع عنه يوميًّا أدران الخطايا، ليحافظ على قلب مفتوح أمام النعمة الإلهيّة، قادر على الوقوف بين يديّ الله بدون خوف أو خجل.

صلاة

أعطنا يا ربّ عينيّن قادرتين على رؤية الحقيقة في كلّ ما نقوم به ونقوله ونفعله. ابعد عنا روح الغشّ الذي يحلّل لنا الشرّ ويجعلنا نتهاون في ارتكابه. أعطنًا عقلًا حكيمًا يدرك الضرر الكبير الناتج حتّى عن أصغر الخطايا. واعطنا قلبًا شجاعًا يقرّ بضعفه وينفتح على نعمتك الشافية.

خذ قرارًا لهذا اليوم