(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص
كلّ صناعة وكلّ حرفة وكلّ علم هو من الله. فهو خالق ومنظّم كلّ شيء، الجاعل للأمور قوانينها وفوائدها في العالم. لذلك يرى الكتاب المقدّس أنّ كل مهارة يكتسبها الإنسان هي أوّلًا عطيّة من الله، كوزنة عليه أن يتاجر بها، ولكنّها أيضًا دخول في علاقة مع الله نفسه: فالزارع يكمل عمل الله الذي زرع بيده شجر الجنّة، والطبيب يشارك الله الشافي في عمله والبناء يبني الأرض التي أمضى الربّ ستّة أيّام في خلقها... إلخ. كلّ حرفة أو صناعة أو مهنة هي تقليد لعمل الله في الأرض ومشاركة في مشروعه، مشروع الحياة. من هنا نفهم أنّ العمل هو نعمة.
فالله وضع آدم في الجنّة ليحرثها، أي ليعمل فيها، وذلك قبل سقوطه في الخطيئة. ليس العمل إذًا قصاصًا على الخطيئة إنّما نعمة مشاركة الله في ما يقوم به. وبالتالي، فإن إتقان المرء لعمله هو نوع من أنواع العبادة وسبيل إلى القداسة. فهو متاجرة واجبة بالوزنات، وهو دخول في علاقة حميمة مع الله وتأمّل في مهاراته وحكمته، وهو فوق كلّ ذلك مشاركة في جعل هذا العالم أفضل، ليصحّ فيه القول: أنّ الله رأى ذلك حسن، أو حسن جدًّا.
تأمل في النص
عندما أبكّر في الصباح إلى عملي، انا مدعوّ لموقف فرح واعتزاز بالمسؤوليّة التي يسلّمني إياها الربّ. انا مدعوّ أن أشكر الله الذي وهبني عقلًا يتعلّم ويتطوّر، وهو ما يميّزني عن سائر المخلوقات الغرائزيّة. ووهبني علمًا ومعرفةً بأسرار الطبيعة وقوانينها حتّى تطيعني فصرت بذلك سيّد الأرض، أسودها وأخضعها. وعليّ أن أشكر على الصحة والقوّة والنشاط الذين يمكنوني من القيام بما قد يعجز عنه الآخرين.
عليّ أن أعي أنّ ما أقوم به ليس مجرّد عمل أو وظيفة، بل هو رسالة أكمل من خلالها عمل الله تجاه أبنائه البشر. لذلك فإنّ إرادة الله أن يكون العمل الذي أقوم به موجّه لخير البشر، لا إلى استغلالهم أو اذيتّهم، موجّه إلى تطوير الأرض والمحافظة عليها، وليس إلى تلويثها وإهدار طاقتها. موجّه إلى كلّ ما هو جميل ونافع. لذلك أنا مدعوّ أيضًا إلى اتقان عملي أفضل إتقان، حتّى يُظهر، قدر المستطاع، وجه الله الكامل والضابط الكلّ.
الفكرة الرئيسة
العمل نعمة مشاركة الله في مشروعه. تسمح لي أن أُظهر للآخرين وجه الله القدّوس والمحبّ.
صلاة
اجعلني يا ربّ مُتقنًا في عملي، محبًّا له ولكلّ إنسان تضعه إرادتك القدّوسة في طريقي. هبني أن أخدمه كأخ لي وأن أقوده، من خلال تلك الخدمة، إلى تمجيد اسمك والتأمّل في جمالك واكتشاف حبّك وحكمتك الخالقة كلّ خير وجمال. حوّل اللهمّ عملي إلى رسالة حقيقيّة.
خذ قرارًا لهذا اليوم
Scripture
About this Plan

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More
Related Plans

Conversation Starters - Film + Faith - Redemption, Revenge & Justice

Identity Shaped by Grace

One New Humanity: Mission in Ephesians

God, Not the Glass -- Reset Your Mind and Spirit

The Gospel According to Mark: Jesus the Suffering Servant

Virtuous: A Devotional for Women

Evangelistic Prayer Team Study - How to Be an Authentic Christian at Work

Testimonies of Christian Professionals

Be Sustained While Waiting
