(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص
البخور عنصر رافق كلّ الرتب والصلوات منذ أقدم العصور. قدّم لله لأنه ثمين ونادر، فيليق بالتالي بالعظمة الإلهيّة. كما أنّه يرمز بشكل أو بآخر إلى الله الخالق. فالبخور وهو مادة جامدة لا رائحة لها بالأصل، عندما يوضع على الجمر، يبدأ بنشر أريج طيب، وكأنّه يخلقه في ساعتها، من العدم. وايضًا، رأى الاقدمون في البخور رمز لجمال الله الذي يخلق كلّ شيء جميل، على ما نقرأ عدّة مرّات في الفصل الاوّل من سفر التكوين: "ورأى الله أنّ ذلك حسن" . وبالتالي فإحراق البخور هو نوع من الاعتراف بجمال ما صنعه الله وهو بالتالي شكر للربّ على عظيم عطاياه.
ولكن، للبخور رمز تصاعديّ أيضًا. بمعنى أنّه يرمز لجمال الله نفسه. فلو لم يكن الله جميلًا لما خلق الجمال، على مبدأ أنّ الإناء ينضح بما فيه. لذلك فإحراق البخور امام الله هو فعل اعتراف به كإله جميل كلّه خير وليس فيه أي شيء من الشرّ. لا بل هو نبع كل خير على الأرض.
من هنا، فالبخور المحروق أمام الربّ يخلق هالةً كبيرةً تغمر المذبح والمصلين في آن معًا فتخلق بالتالي شراكة بين الخالق والمخلوق عربونها جمال الله وجمال كلّ ما يخلق.
تأمل في النص
"لتكنْ صلاتي كالبَخو ر أمامَكَ ورفْعُ كَفَّيَّ كتَقدِمةِ المساءِ" (مز 141 : 2). كلّ صلاة هي نفحة بخور تُرفع في هيكل هذا العالم. لأنّها اعتراف بإحسانات الربّ وجميل صنعه في كلّ ما خلق لخير الإنسان وسعادته. وخاصّةً هي اعتراف بالخلاص النهائيّ الذي تمّمه الربّ بسكب دمه الذكيّ على عود الصليب. الربّ يعتني بنا كما تعتني الأمّ برضيعها، يقوتنا ويشفي جراحنا ويزرع السلام الحقيقيّ في قلوبنا. وهو فوق كلّ ذلك، رفع إثمنا ورفعنا معه إلى الملكوت السماويّ.
فكلّ يد ترتفع وكلّ قلب ينفتح وكلّ صلاة تتصاعد ليست سوى جواب الحقّ على ما قام به الربّ أولًا من أجلنا، قبل أن يكوّننا في حشى أمّهاتنا. وصلاتنا "البخوريّة" تنتشر في أرجاء العالم، داعيةً الأبعدين ليقاسمونا هم أيضًا هذا الجمال الرائع.
الفكرة الرئيسة
البخور هو علامة جمال مشروع الله الخالق والمخلّص. نحن مدعوّون إلى الاعتراف الدائم بهذا المشروع العظيم وبمدى غناه وأهميّته في حياتنا ومن أجل خلاص نفوسنا.
صلاة
املأ قلبي يا ربّ شكرًا وعرفانًا لك. وافتح عينيّ كلّ صباح على رؤية عظمتك في خلقك، فينفتح لساني مرنّمًا بحمدك وتسبيحك، يا عربون فرحي وخلاصي. لا تجعل يا ربّ أن ينطفئ نهاري إلّا على الاعتراف بحضورك الأبوي في الساعات الماضية. فأنت حاضر دائمًا وتعتني بي في كلّ لحظة. كلّ حياتي هي في يديك، فلك أسلّم ذاتي.
خذ قرارًا لهذا اليوم
Scripture
About this Plan

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More
Related Plans

Conversation Starters - Film + Faith - Redemption, Revenge & Justice

Identity Shaped by Grace

One New Humanity: Mission in Ephesians

God, Not the Glass -- Reset Your Mind and Spirit

The Gospel According to Mark: Jesus the Suffering Servant

Virtuous: A Devotional for Women

Evangelistic Prayer Team Study - How to Be an Authentic Christian at Work

Testimonies of Christian Professionals

Be Sustained While Waiting
