(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص
يوم الربّ هو أيضًا موقف اّتكال على الله وثقة به أنّه الراعي الصالح والأب المحبّ المعتني بنا. على الإنسان أن يتوقّف عن العمل يومًا في الأسبوع ليكتشف أنّ الله هو "الرزّاق الكريم". دعونا نتصوّر أنّ إنسانًا عمل سبعة أّيام في الأسبوع دون توقّف، إذا ما سألناه: من الذي يُطعم عائلتك خبزها؟ سيكون جوابه بالطبع: أنا، ومن تعب يديّ أجني الخبز وأطعم أهل بيتي. وسيخيّل بالتالي للإنسان أنّه هو من يحمل السماء على راحتيه وهو من يدير حياته. سيعتقد جازمًا أنّه، إذا ما توقّف للحظة واحدة عن الركض، سوف ينهار الكون وتضيع الحياة. هذا الأمر يؤدّي بالإنسان، بدون وعي منه، إلى اعتبار نفسه مصدر حياته ومصدر رزقه. وبهذا يضع الإنسان نفسه مكان الله، ليلغي بالتالي بشكل طبيعيّ، وإن كان غير مقصود، وجود الله ودوره في حياته. وهذه هي بالحقيقة خطيئة آدم الذي وقف أمام الله معلنًا أنّه هو من يعرف الخير والشرّ، وهو من يقرّر بالتالي ما الجائز وما المضرّ، وهو من يدير الحياة دون الحاجة إلى الله. لذلك على الإنسان أن يقوم بهذا الاختبار، أي أن يتوقّف عن العمل يومًا في الأسبوع ليرتاح، وليكتشف أنّ الله هو ضابط الكلّ وبين يديه حياة الإنسان ورزقه. بالطبع يوم الربّ لا يدعو إلى الكسل ولا إلى الاتكاليّة، ولكنّه من جهة أخرى يريد أن يحمي الإنسان من الغرق في حمأة العمل التي تؤدي به الى الانغلاق على نفسه.
تأمل في النص
إذًا، عيش يوم الربّ، بهذا المفهوم، هو عودة إلى الطفولة الروحيّة التي تجعل الإنسان بين يدي أبيه الذي يقوته ويعتني به. هو اعتراف من الإنسان بإيمانه بتلك العناية الأبويّة وثقته بأنّ الله هو الصادق الأمين. من هنا نفهم أيضًا، أنّ يوم الربّ هو يوم فرح نابع من الثقة الثابتة أنّ الربّ يضمن حياتنا، على ما يقول المزمور23 : " الربّ راعيّ فلا يعوزني شيء" (مز 23 : 1).
هذه الراحة نابعة من القناعة أنّ الربّ هو من التزم بي وكرّس نفسه لرعايتي، لذلك لا يمكن أن يعوزني شيء. وبالتالي، أنا أيضًا أكرّس له نفسي. وبهذا أنا أيضًا أفعل ما هو صالحي وخيري الشخصيّ، إذ اكسب ضمانة الحياة. يوم الربّ بهذا المعنى هو بوليصة تأمين صالحة حتّى نهاية الدهر، لا بل حتّى الى الأبد. فلا خوف عليّ ولا داعي بالتالي للهمّ ولا للغمّ. تمامًا كما علّمنا الربّ في إنجيله قائلًا: "لا يَهمَّكُم لحياتكم ما تأكلون وما تشربون، ولا للجسد ما تلبسون... أنظروا طيور السماء. كيف لا تزرع ولا تحصد ولا تَخزُن، وأبوكم السماويّ يرزقها، أما أنتم أفضل منها كثيرًا؟" (متى 6: 25 – 26). المؤمن الذي يحيا يوم الربّ، يتمثّل بهذه الطيور ويتعلّم منها أنّه هو أيضًا بين يديّ الربّ. وبإمكانه بالتالي أن يغرّد سعادته وينشد مجد ذلك الذي لا ينعس ولا ينام ليهتمّ بأحبائه ليل نهار.
الفكرة الرئيسة
الله هو مصدر الرزق وهو من يعتني بالإنسان ويقوته. لا يدعونا الكتاب المقدّس إلى الكسل، بل إلى عيش اختبار عناية الله بنا، فتتجدد ثقتنا به بشكل مستديم.
صلاة
في يدك يا ربّ حياتنا والوجود بأسره. نسلمّك حياتنا ونضع أنفسنا تحت رعايتك. نشكرك على كلّ خير نناله في هذا النهار لأنّه منك أنت وحدك. ونجدد ثقتنا بك أنّك لن تتركنا ابدًا، لأنّنا ابناؤك المحبوبون. املأ يا ربّ قلوبنا من هذا السلام النابع من الاطمئنان لوجودنا بين يديك.
خذ قرارًا لهذا اليوم
Scripture
About this Plan

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More
Related Plans

Receive

It's Okay to Worry About Money (Here's What to Do Next)

Inspire 21-Day Devotional: Illuminating God's Word

Zechariah: Hope for God's Presence | Video Devotional

Connect

Renew Your Mind

BEMA Liturgy I — Part D

Hebrews: The Better Way | Video Devotional

Go
