YouVersion Logo
Search Icon

(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأول

DAY 251 OF 365

شرح النص

المذابح والمحرقات عناصر ميّزت كلّ الديانات السابقة. عبد الإنسان، أوّل ما عبد، كلّ ما هو أكبر منه وأقوى منه، كالأسد وسائر الحيوانات المفترسة، لأنّه خاف منها. وليأمن شرّها، قام بإطعامها، فارتدّت عنه وتركته بسلام. ومن هنا أتت عادة تقديم الذبائح للآلهة. إذًا هي بالأساس نابعة عن خوف من الإله الذي، إذا جاع، سيأكل بني البشر.

ولكنّ الربّ بدّل هذه المفاهيم اذ أمر أن يقدّم على المذبح دهن الذبائح فقط، لتصعد كرائحة ذكيّة نحو الربّ، بينما يحتفظ باللحم للكهنة الذين يخدمون الصلاة. الله لا يحتاج إلى الطعام فهو لا يجوع. ولا يرضى أن يخاف منه أبناؤه، فهو خلقهم بفيض حبّه وهو أبوهم.

وهذا الحبّ يجسّده الربّ من خلال الدهن المحروق، بمعنى أنّه يرغب في مشاركة المصليّن في صلاتهم. يترك لهم اللحم ويأخذ الدهن. هو يعلّم الناس أنّ عليهم واجب العبادة للربّ، ولكن لا خوفًا منه بل حبًا به، لأنه هو سبق فأحبّهم.

تأمل في النص

أذبح للربّ ذبيحة الاعتراف. اعترف بحبه وفضله وعنايته الدائمة. فعندما أتأمّل بإحساناته يمتلأ قلبي ثقةً فيقوى على تجارب الشرير الذي يريد إبعادي عن خالقي. الله لا يحتاج إلى ذبائح ولا إلى شكر. أنا من يحتاج إلى ذبيحة روحية كلّ صباح ومساء، أن أتأمّل عظائم الله ونعمه عليّ كلّ يوم. 

لا يحتاج الله إلى ذبائحيّ ولا يطالبني حتّى بها، فهو أعطاني كلّ شيء مجّانًا. وهو لا يزال يشرق شمسه على الأبرار والأشرار، على الشاكرين والناكرين فضله. ولكنّ قلب الإنسان يحتاج للارتباط بربّه عبر هذه الذبيحة الروحيّة، كارتباط الابن بأبيه وتمسّكه بيده، حتّى لا يدهمه الشرّ بغتةً. 

ومع يسوع المسيح، انقلبت كلّ المقاييس إذ قدّم نفسه ذبيحةً لخلاص جميع البشر. فبدل أن نقدّم لله ذبيحة شكر لله على خلاصه، نجد أنّ المسيح هو الألف والياء، هو المنعم على شعبه بالخيرات وهو أيضًا الذبيحة المقدّمة. ولم يبقى على الإنسان سوى الاعتراف بالمسيح ربًّا ليخلص. لأن المسيح تمّم كلّ شيء عنّا. فلنتمسّك بهذا المخلّص الجبّار الذي فدانا بدمه الثمين على الصليب.

الفكرة الرئيسة

ذبيحة الشكر لله هي علامة البنوّة. هي تقويّ ثقة المؤمن برّبه وتجعله قادر على مواجهة التجارب.

صلاة

املأ قلبي يا ربّ شكرًا وعرفانًا لك. وافتح عينيّ كلّ صباح على رؤية عظمتك في خلقك، فينفتح لساني مرنّمًا بحمدك وتسبيحك، يا عربون فرحي وخلاصي. لا تجعل يا ربّ أن ينطفئ نهاري إلّا على الاعتراف بحضورك الأبوي في الساعات الماضية. فأنت حاضر دائمًا وتعتني بي في كلّ لحظة. كلّ حياتي هي في يديك، فلك أسلّم ذاتي.

خذ قرارًا لهذا اليوم

About this Plan

(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأول

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.

More