مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيExemple

~ شرح النص ~
ما يضفي واقعيّة وصدقًا على الروايات الإنجيليّة وتحديدًا سفر أعمال الرسل هو نقل الكتاب للوقائع التاريخيّة دون تجميل أو تلطيف، وهذا ما نستشفّه في نقل لوقا لحادثة حنانيّا وزوجته سفيرة حيث أنّه لم يتوانَ الإنجيليّ عن تصوير واقع الكنيسة الأولى التي لم تخلُ من الأعضاء المزيّفين حتّى في عهدها الذهبيّ. لم يكن حنانيّا مرغمًا على بيع حقله أو التنازل عن ثمن المبيع للرسل؛ ما فعله كان قرارًا خاصًّا به لم يُلزمه به أحد. غير أنّه ارتكب خطأً جسيمًا عندما أخفى الثمن الحقيقيّ الذي قبضه مقابل عمليّة البيع هذه وادّعى وضع المال المقبوض كاملاً تحت تصرّف الرسل كما فعل برنابا من قبل (أع 4: 36–37). إنّ خطيئة حنانيّا الأساسيّة هي النفاق الذي دانه يسوع بشدّة وهي في هذه الحالة خطيئة تُرتكب ضدّ الروح القدس، فعمليّة الكذب هذه لم تطل شخص الرسل إنّما روح الله القابع والفاعل فيهم، وبالتالي فإنّ بطرس يصنّفها على أساس أنّها تجربة لله ستؤول إلى اقتطاع حنانيّا ومن بعده امرأته سفيرة من الحياة في المسيح، وبالتالي فهي خطيئة ستجرّهما إلى الموت الجسديّ إذ مع انتهاء الحياة الروحيّة ليس من قيمة للحياة الأرضيّة. سقط حنانيّا ميتًا من هول الصدمة وتنبّأ بطرس لامرأته بموت مماثل فدفنت أجسادهما أمام أعين “الكنيسة” التي أخطأوا إليها ( آ 11). وهي المرّة الأولى التي ترد فيها هذه التسمية Ekklesia المستمدّة من العهد القديم للدلالة على شعب الله (تث 9: 10) والتي سيتبنّاها المسيحيّون للدلالة على استمراريّتهم كإسرائيل الجديد الذي اعترف بالمسيح المنتظر.
~ تأمل في النص ~
“مَنْ جاءَ إليّ وما أحبّني أكثرَ مِنْ حُبّهِ لأبيهِ وأُمّهِ واَمرأتِهِ وأولادِهِ وإخوتِهِ وأخواتِهِ، بل أكثَرَ مِنْ حُبّهِ لِنَفسِهِ، لا يَقدِرُ أنْ يكونَ تِلميذًا لي (لو 14: 26)”. لا يقدّم الربّ لنا أنصاف حلول ولا يحتفظ بشيء لنفسه عندما نذعن إلى تأسيس علاقة معه، لذلك طبعًا فهو لا يتساهل معنا إنْ دخلنا معه في أنصاف معادلات واحتفظنا لذاتنا ببعض الخصوصيّة. فالله غيور على قلب الإنسان ولا يرتضي عمليّة إشراك عبادات ثانويّة معه. لم يقدر حنانيّا أن يضع ثقته كاملة في الله بل خبّأ ضمانة ماديّة علّها تُسعف حاجته إنْ أخلّ الله في تأمينها له في وقت من الأوقات، ولكنّه تجاوز كلّ حدود حينما أخفى أمره عن رفاقه المؤمنين فأخطأ مرّتين. قد يتساهل الله مع الإنسان الذي يتردّد في طرح الثقة كاملة ويتمسّك ببعض الضمانات التي يعدّها مصدرًا للأمان وهنا يسمح الله بمساحة من الحرّيّة تُتيح المجال للإنسان ليكتشف شيئًا فشيئًا عظمة أنْ يلقي بذاته بين يدي العناية الإلهيّة دون رجوع. ومع ذلك فإنّ الله لا يتساهل مع المراوغين ولا يحتمل الازدواجية لأنّ النفاق مع الله يثبت جحود الإنسان وعدم إيمانه ويطرحه خارج محيط رحمته.
~ الفكرة الرئيسة ~
لا يصحّ للإنسان الذي التقى بالمسيح أن يخطو بعض الخطوات ثمّ أن ينظر إلى الوراء؛ حينما نعتمد قرار السير معه علينا بـتمزيق خارطة الدرب التي تخطّ طريق العودة. إنّه عبور دون توقّف لا يحتمل الشكّ ولا إعادة النظر لأنّ من يقود المسير هو سيّد المصير.
~ صلاة ~
حرّرني يا قدّوس من كلّ تعلّق بالماضي يحملني على المراوغة في تسليمك أمري. آمين.
~ قرار اليوم ~
Écritures
À propos de ce plan

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
Plans suggérés

Une Randonnée Biblique en Montagne

Journée mondiale de prière pour les universitaires: Guide de prière de 40 jours

Vous combattez mal les forteresses spirituelles

Trouver l’équilibre (partie 2)

Dieu Parle Aussi La Nuit

6 Raisons Pour Lesquelles Tu Ne Peux Pas Négliger Tes Pensées

Les 3 formes de sorcellerie que tout chrétien devrait connaître

Dieu veut vous parler !

Gérer son stress (partie 2)
