مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيExemple

~ شرح النص ~
على الرغم من أنّ الصدوقيّين كانوا يتمتّعون بسلطة مدنيّة في ظلّ الحكم الرومانيّ، اكتسب الفريسيّون شهرة واسعة بين اليهود بفعل إلمامهم بالعلوم الدينيّة والتزامهم الحثيث بالشريعة ممّا جعلهم أكثر نفوذًا في تأثيرهم على الشعب. وبما أنّ الفريسيّين كانوا متحكّمين بأمور تتعلّق بتطبيق الشريعة لدى الجماعة اليهوديّة وبتدبير شؤونها اليوميّة، فقد كان لهم صوت مرجّح حتّى في السنهدريم مع أنّ الصدّوقيّين كانوا يفوقونهم عددًا في العضويّة. على ضوء هذا النفوذ التحكيميّ داخل المجلس اليهوديّ، نفهم كيف أنّ تدخّل أحد الرابينيّين البارزين ضمن فرقة الفريسيّين كان له دورٌ فعّالٌ حين أمر بإخراج الناس من الجلسة وجاد بمشورته الثمينة على الفريق اليهوديّ الملتئم حيث كان حائزًا على احترام الشعب (5: 4) في وقت كانت الكنيسة الأولى المتمثّلة بالرسل الاثني عشر معرّضة لخطر القتل ومهدّدة بالانقراض وهي بعد غضّة. فمن هو غمالائيل إذًا الذي كان أداة في متناول الروح لإنقاذ الكنيسة الناشئة والتنبّؤ بمصيرها؟ لا نملك دليلاً قاطعًا على هويّة هذا الرجل، ولكن من المرجّح أنّه كان حفيدًا للرابينيّ المشهور هليل مؤسّس المدرسة اللّيبراليّة ضمن الفرقة الفريسيّة، ممّا يعلّل موقف غمالائيل المعتدل في قضيّة الرسل الموقوفين. كان معلّمًا لبولس الرسول (أع 22: 3) الذي تلقّى عنده تنشئته الرابّينيّة، وقد يكون بولس قد عَلِمَ بمقرّرات الجلسة المغلقة من فم غمالائيل نفسه.
~ تأمل في النص ~
لا تأتي تدخّلات الله دائمًا على قياس توقّعاتنا وقد يأتينا جواب على أصعب المشاكل وأشدّها تعقيدًا ممّن لا نتوقّع مشورته على الإطلاق. سبل الله ليست كسبل الإنسان ومنطقه مغاير عن منطقنا الأرضيّ وما علينا سوى الاستسلام وطلب نعمة التنوير والتمييز لنتبيّن عمل الله من خلال خَلقه. تصاعدت حدّة التوتّر داخل المجلس اليهوديّ وبلغت نقمة الأعضاء أوجها حتّى عزم اليهود المجتمعون على قتل الرسل، ولكنّ الله تدخّل في الوقت المناسب عن طريق غمالائيل الذي اتّسم بحكمته وسط الشعب اليهوديّ والذي حوّل المحاكمة إلى جلسة مغلقة للنقاش لينصح سائر الأعضاء بالتأنّي في اتّخاذ قرار سريع قد يندمون عليه. ونحن اليوم مدعوّون في تحكيمنا لشؤون حياتنا وتوخّينا مشورة الله وإشاراته أن نعي وبتواضع شديد بأنّ الرسائل السماويّة غالبًا ما تأتينا في لباس لا نتعرّف عليه بشكل تلقائيّ عن طريق أشخاص قد لا ينتهجون معتقدنا الدينيّ وعن طريق أحداث لا نتوقّع أن يحاكينا الله من خلالها. علينا إذًا أن نقبع في حالة تأهّب لتلقّي إلهام الروح كيفما عرض ذاته علينا وأن نحافظ على شفافيّة الرؤية كي لا يمرّ جواب الله علينا مرور الكرام.
~ الفكرة الرئيسة ~
يجب على الإنسان أن لا يحجّم عمل الله في قوالب ضيّقة إعتاد عليها فيحجب بذلك عنه النِعم السماويّة؛ لمّا وجدت الكنيسة الأولى نفسها مهدّدة بالزوال في بداياتها جاء تدخّل الله عن طريق إنسان لا يؤمن بالمسيح ولكنّه كان حكيمًا بما فيه الكفاية ليتريّث في إطلاق الأحكام وارتكاب عمل قد يجعل منه عدوًّا للسماء.
~ صلاة ~
وسّع فكري يا ربّ كي أغرف من تدخّلاتك أينما حلّت وكي لا أكون حجر عثرة أمام نهج حلولك للمشاكل التي تعترضني. آمين.
~ قرار اليوم ~
Écritures
À propos de ce plan

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
Plans suggérés

Les 5 choses qui BRISENT le coeur du Saint-Esprit

Reconnaître la voix de Dieu

6 Raisons Pour Lesquelles Tu Ne Peux Pas Négliger Tes Pensées

Dieu Parle Aussi La Nuit

Gérer son stress (partie 2)

Les portes démoniaques

ILLIMITÉ

Trouver l’équilibre (partie 2)

Les 3 formes de sorcellerie que tout chrétien devrait connaître
