مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيExemple

~ شرح النص ~
كان لوقوف المسؤول اليهوديّ الحكيم غمالائيل في وسط المجلس اليهوديّ تأثيره المباشر على تحرير الرسل. ما قام به عمومًا هو عمليّة إقناع ذكّر فيها الجماعة الملتئمة بحركات شابهت في ظاهرها حركة المجموعة الرسوليّة الأولى في كونها تيّارًا دينيًّا أثار بلبلة في المجتمع السياسيّ والاجتماعيّ إبّان السيطرة الرومانيّة، ولكنّها ما لبثت أن اندثرت تحت نير قمع السلطة الحاكمة. وقد حدّد غمالائيل رجلين – هما ثوداس ويهوذا الجليليّ قادا هذه الحملات المعارضة للنظام، وقد حاول المفسّرون العودة إلى المراجع التاريخيّة للتحقّق من هويّتهما، فوقعوا على تشابه في الأسماء وتحيّروا في تحديد هذه الشخصيّات التاريخيّة. على العموم ما هو مؤكّد هو أنّ المجلس اليهوديّ الذي كان منعقدًا في حضرة غمالائيل كان يعرف تمامًا هذين الإسمين وقد فهم أبعاد المقاربة التي قدّمها غمالائيل لإقناع أعضاء المجلس بالعدول عن موقفهم. من المرجّح أنّ ثورة ثوداس قد وقعت عام 4 ق. م.، قتله الرومان وتفرّق أتباعه الأربعمائة بحسب الكتاب ( آ 36). أمّا يهوذا فيبدو أنّه أطلق ثورته أبّان الإكتتاب الرومانيّ الذي أقرّه أوغسطس قيصر سنة 6 ب. م. بهدف تحديد الجزية التي يدفعها اليهود للرومان. اعترض يهوذا على هذا القرار معتبرًا إيّاه نوعًا من الاستعباد وشنّ ثورته على هذا الأساس، فأهلكه الرومان وتشتّت أتباعه وإنْ صمد البعض منهم حتّى سنة خراب الهيكل. في كلّ الأحوال، يظهر بأنّ كلّ من الرجلين المذكورين ادّعى بأنّه المسيح لِتَصُحّ حجّة غمالائيل في إقامة المقارنة بين حركتيهما وتحرّك الكنيسة الأولى.
~ تأمل في النص ~
وسط هيجان المجتمع الدينيّ اليهوديّ، أصابت حكمة غمالائيل فقرأت الظرف القائم على ضوء الأحداث السابقة وأقرّت التصرّف المناسب الذي يحفظ الشعب من الخراب والبلبلة. الإنسان الحكيم يتأنّى في كلّ الظروف ولا يطلق العنان لمشاعره كي تتحكّم بردود فعله بل يصبر بانتظار أن يكشف الله له عن مقصده. لم يعرف غمالائيل المسيح ولكنّه عرف الله وعرف أنّ التاريخ يشهد بأنّ الله هو سيّد المواقف وبأنّ لا شيء يتمّ إلاّ بعلمه؛ إنطلاقًا من هذه الحكمة، بقي غمالائيل حياديًّا في موقفه تجاه حركة الكنيسة الأولى لثقته بأنّها لن تدوم إن كانت بـمبادرة بشريّة. يجب علينا أن نتأنّى كثيرًا في حكمنا على الأشخاص الذين يعاكسون تفكيرنا ومنطقنا وأن نجعل ثقتنا في تدخّل السماء وفي تدبير الله، فهو الحامي والمدافع في كلّ الأحوال وهو الحافظ لشؤون كنيسته ولانتصار ملكوته. كثيرًا ما نطرح أسئلة هي في عمقها تشكيك في حكمة الله وفي ضبطه للأمور اليوميّة كأن نتساءل مثلاً حول تساهل الله مع الظلم وانتشار الحروب وموت الأطفال وغيرها من الأسئلة التي تجعل منّا قضاة نحاكم الله على منحى تدبيره؛ “ما هو من عند البشر سيزول” وما علينا سوى التسليم لله ولقضائه في كلّ حين.
~ الفكرة الرئيسة ~
إنْ كان رأس الحكمة مخافة الله، فمخافة الله تبدأ من اللّحظة التي يسلّم الإنسان فيها كلّ ما تحت السماء لتدبير الله ويتنازل عن دور القاضي ويترك هذا الأمر في يد الديّان العادل.
~ صلاة ~
إنْ أفشل يا ربّ في تقييم الأمور احفظني من كلّ قول أو فعل يتعدّى على مشيئتك. آمين.
~ قرار اليوم ~
Écritures
À propos de ce plan

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
Plans suggérés

ILLIMITÉ

Les 3 formes de sorcellerie que tout chrétien devrait connaître

Quatre disciplines oubliées qui transforment votre vie spirituelle

Trouver l’équilibre (partie 2)

Les portes démoniaques

Les 5 choses qui BRISENT le coeur du Saint-Esprit

Gérer son stress (partie 2)

Dieu Parle Aussi La Nuit

Reconnaître la voix de Dieu
