اثني عشر اسلوباً مختلفاً للصلاةعينة

4 _التشــــفع :
الشفاعة تُعد من أسمى فنون الحياة المسيحية، فهي ليست مجرد صلاة بل موقف يقف فيه الشخص بين الله والناس، يتوسّط لأجلهم. هي عمل يتطلب مهارة ونضجًا روحيًا، كما رأينا في عدة أمثلة كتابية.
من أبرز تلك الأمثلة شفاعة إبراهيم لأجل سدوم وعمورة، كما ورد في تكوين 18. بعد أن استقبل الرب والملاكين في بيته وأكرمهم، أخبره الرب أنه في طريقه إلى المدينتين الشريرتين ليتحقق مما بلغه من شرورهما. عندها وقف إبراهيم أمام الرب وقال: «يا رب انتظر لحظة، لا تذهب، لديَّ ما أريد قوله لك»، وبدأ يساومه طالبًا الرحمة إن وُجد خمسون، ثم أربعون، حتى وصل إلى عشرة أبرار. والرب وافق أن يُنجي المدينة لأجل عشرة أبرار. يؤكد النص «وَانْصَرَفَ الرِّجَالُ مِنْ هُنَاكَ وَذَهَبُوا نَحْوَ سَدُومَ وَأَمَّا إِبْرَاهِيمُ فَكَانَ لَمْ يَزَلْ قَائِمًا أَمَامَ الرَّبِّ» AVD (تكوين 18: 22).
رغم ذلك، لم يكن في المدينة عشرة أبرار، فتم القضاء كما في (تكوين 19: 24): «فَأَمْطَرَ الرَّبُّ عَلَى سَدُومَ وَعَمُورَةَ كِبْرِيتًا وَنَارًا». AVD
هذه النسبة "واحد من ألف" ليست جديدة، بل كتابية، كما في أيوب 33: 23 «إِنْ وُجِدَ عِنْدَهُ مُرْسَلٌ وَسِيطٌ وَاحِدٌ مِنْ أَلْفٍ»، وأيضًا الجامعة 7: 28 «رَجُلًا وَاحِدًا بَيْنَ أَلْفٍ وَجَدْتُ».
مثل آخر للشفاعة هو موسى عندما تشفع عن شعب إسرائيل بعد صنعهم العجل الذهبي (خروج 32). بينما كان موسى على الجبل مع الله، صنع الشعب عجلاً وسجدوا له. غضب الرب وقال لموسى: «اتْرُكْنِي لِيَحْمَى غَضَبِي عَلَيْهِمْ وَأُفْنِيَهُمْ فَأَصَيِّرَكَ شَعْبًا عَظِيمًا» AVD (خروج 32: 10).
لكن موسى رفض وقال: «لِمَاذَا يَا رَبُّ يَحْمَى غَضَبُكَ عَلَى شَعْبِكَ...» (الآية 11)، ثم ذكّر الله بعهده مع الآباء: «اذْكُرْ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَإِسْرَائِيلَ...» (الآيتان 13 ـ 14)، فندم الرب.
عاد موسى ورأى الخطيئة بعينيه ثم صعد مجددًا وقال: «آهِ، قَدْ أَخْطَأَ هذَا الشَّعْبُ... وَالآنَ إِنْ غَفَرْتَ خَطِيَّتَهُمْ، وَإِلَّا فَامْحُنِي مِنْ كِتَابِكَ» AVD (الآيتان 31 ـ 32).
هذا يُظهر شفاعة موسى الحقيقية: أن يكون مستعدًا لتحمل العقوبة نيابة عن الآخرين.
ويفسر المزمور 106 ما حدث: «صَنَعُوا عِجْلًا... نَسُوا اللهَ... فَقَالَ بِإِهْلاَكِهِمْ. لَوْلَا مُوسَى مُخْتَارُهُ وَقَفَ فِي الثَّغْرِ» (الآيات 19 ـ 23). هذا هو دور الشفيع: يقف في الثغر بين الله والشعب.
التشفع لا يعني التركيز على المشكلة بل على قدرة الله، على رحمته وعهده. وعندما لا نجد متشفعين، فهذا دليل على فشل روحي.
مثل ثالث نجده في أيوب، الذي كان يتشفع عن أولاده: «وَكَانَ لَمَّا دَارَتْ أَيَّامُ الْوَلِيمَةِ، أَنَّ أَيُّوبَ... أَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ... لِأَنَّ أَيُّوبَ قَالَ: رُبَّمَا أَخْطَأَ بَنِيَّ» AVD(أيوب 1: 4 ـ 5).
كان أيوب يتحمل مسؤولية خطايا أولاده في الصلاة، رغم أنه لا يعلم إن أخطأوا أم لا.
وعندما نفكر في الشفاعة، علينا أن نراها كمشاركة جماعية أيضًا، حيث يقف البعض نيابة عن الجسد كله – الكنيسة – قائلين: «نحن هنا نمثّل هذا الشعب يا رب، ونتشفع لأجله».
قد يُقال إن شفاعة أيوب لم تنقذ أولاده، لكن في نهاية السفر نقرأ: «وَبَارَكَ الرَّبُّ آخِرَةَ أَيُّوبَ أَكْثَرَ مِنْ أُولَاهُ... وَكَانَ لَهُ سَبْعَةُ بَنِينَ وَثَلاَثُ بَنَاتٍ» AVD (أيوب 42: 12 ـ 13).
لم يُضاعف الله عدد أولاده لأن أولاده السابقين لم يُفقدوا، بل كانوا في الأبدية. هذه رسالة عزاء لكل من فقد أحد أحبائه.
التشفع الشخصي له قوة عظيمة. أنا، مثلًا، كنت الوحيد في عائلتي الذي آمن، وكنت أُصلّي لوالديّ. وشاهدت استجابة الله، حين قبلت أمي المسيح في لحظاتها الأخيرة. كما أعطاني الرب في وقت آخر التفسير لصلاة كنت أُصليها بلغات غير مفهومة لي، وكانت: «يا رب خلّص والدي».
هذا هو قلب الشفاعة: أن نثق بالله ونستيقظ مبكرًا لنقدم ذبيحة الصلاة، حاملين الآخرين في قلوبنا. فهل نحن مستعدون أن نقف في الثغر لأجل أحبائنا وكنيستنا؟
عن هذه الخطة

الصلاة هي دعوة إلهية للانسجام الروحي بقيادة الروح القدس، كما في متى 18: 19–20، حيث يعدنا الرب بحضوره متى اجتمعنا باسمه. يشبّه الكاتب هذا النوع من الصلاة بـ«سيمفونية» روحية يقودها الروح القدس، و ليست المسافة أو الانتماءات الطائفية ما يضمن حضور الله، بل الوحدة في الروح والطاعة لإرادته. هذه السيمفونية تدعونا لنكون مصليين بكل صلاة وطلبة، ساهرين بروح واحدة من أجل مجد الله وخير القديسين.وتخيل ديريك ان الصلاة الجماعية عبارة عن اوركسترا يقودها (الروح القدس) وموسيقين (المؤمنين) وألات (انواع الصلاة) هذه الخطة تقدم تامل عميق في مفهوم الصلاة وتعرض اساليب مختلفة للصلاة
More
نود أن نشكر Derek Prince Ministries, International, Inc على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: www.dpm.name