اثني عشر اسلوباً مختلفاً للصلاةعينة

6 -الأمـــــر:
تأخذنا الأداة الخاصة بالأمر إلى جانب مختلف في هذا الكتاب، لأنَّها تتحدث عن الهجوم والسلطان.
الإصحاح العاشر من سفر يشوع، يُعتبَرُ مكانًا جيدًا كي نبدأ به دراسة تلك الأداة، يصف الكتاب المقدس لنا مشهدًا في خضم الصراع، كان فيه الإسرائيليون مهزومين من أعدائهم، والنور قد شارف على الغياب والظلمة بدأت تقترب، فلو حل الظلام لما كان للشعب القدرة على إنهاء مهمته.
«حِينَئِذٍ قَالَ يَشُوعُ لِلرَّبَّ, يَوْمَ أَسْلَمَ الرَّبُّ الأَمُورِيِّينَ أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ, أَمَامَ عُيُونِ إِسْرَائِيلَ: «يَا شَمْسُ دُومِي عَلَى جِبْعُونَ, وَيَا قَمَرُ عَلَى وَادِي أَيَّلُونَ». فَدَامَتِ الشَّمْسُ وَوَقَفَ الْقَمَرُ حَتَّى انْتَقَمَ الشَّعْبُ مِنْ أَعْدَائِهِ. أَلَيْسَ هَذَا مَكْتُوباً فِي سِفْرِ يَاشَرَ؟ فَوَقَفَتِ الشَّمْسُ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ وَلَمْ تَعْجَلْ لِلْغُرُوبِ نَحْوَ يَوْمٍ كَامِلٍ. وَلَمْ يَكُنْ مِثْلُ ذَلِكَ الْيَوْمِ قَبْلَهُ وَلاَ بَعْدَهُ سَمِعَ فِيهِ الرَّبُّ صَوْتَ إِنْسَانٍ. لأَنَّ الرَّبَّ حَارَبَ عَنْ إِسْرَائِيلَ.» AVD (الآيات 10: 12 ـ 14).
تلك هي صلاة الأمر المُوجَّهة إلى الرب، يمكنني أن أطلق أوامرًا تجاه حالات وظروف كي تتغير وتتبدل، لكن لن تكون لأوامري نتائج إلا لو تواصلتُ أولاً مع الرب. وحصلت ثانيًا على المسحة، كي أتمكن من إطلاق مثل تلك الصلاة.
يُعدْ مثال شجرة التين التي لعنها الرب يسوع وسبق لنا الحديث عنها، مثالاً جيدًا عن تلك القصة. نجد روايتين في إنجيلين في العهد الجديد. وفيما يلي الرواية الأولى وهي من إنجيل متى.
«وَفِي الصُّبْحِ إِذْ كَانَ رَاجِعًا إِلَى الْمَدِينَةِ جَاعَ، فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى الطَّرِيقِ، وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئًا إِلاَّ وَرَقًا فَقَطْ. فَقَالَ لَهَا: «لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ!». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ. فَلَمَّا رَأَى التَّلاَمِيذُ ذلِكَ تَعَجَّبُوا قَائِلِينَ: «كَيْفَ يَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ؟» فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ وَلاَ تَشُكُّونَ، فَلاَ تَفْعَلُونَ أَمْرَ التِّينَةِ فَقَطْ، بَلْ إِنْ قُلْتُمْ أَيْضًا لِهذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ وَانْطَرِحْ فِي الْبَحْرِ فَيَكُونُ. وَكُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ فِي الصَّلاَةِ مُؤْمِنِينَ تَنَالُونَهُ».» AVD(متى 21: 18 ـ 22).
لاحظ، لقد تم استخدام كلمات الأمر في القصة السابقة بطريقين. في الطريقة الأولى كان الأمر مُوجَّه نحو الأشياء بالنيابة عن الله، وفي الثانية كان الأمر مُوجَّه لله بالنيابة عن الأشياء. لم يُصلِ يسوع حول شجرة التين، ولم يُصلِ إلى شجرة التين، فذلك كان يُعتبَر عبادة للأوثان، لكنَّه تحدَّث إلى الشجرة بالنيابة عن الله، لم تكن تلك صلاة. بل كانت أمر. ببساطة هو أخبر شجرة التين ما عليها أن تفعله، وقد فعلت شجرة التين ما طُلب منها.
استنادًا إلى قيادة الروح القدس، نحن قادرون على التحدُّث مع الأشياء بالنيابة عن الله «كما فعل يسوع مع شجرة التين» أو التحدث لله بالنيابة عن شيء وذلك ما نُسمِّيه عادةً الصلاة.
يُسجل لنا البشير مرقس في الإصحاح الحادي عشر، نفس القصة مع حقيقة أكبر يُعلنها الرب يسوع، وهي المفتاح لفهم الأمر وإدراكه برمّته.
«وَفِي الصَّبَاحِ إِذْ كَانُوا مُجْتَازِينَ رَأَوْا التِّينَةَ قَدْ يَبِسَتْ مِنَ الأُصُولِ،فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ: يَا سَيِّدِي، انْظُرْ! اَلتِّينَةُ الَّتِي لَعَنْتَهَا قَدْ يَبِسَتْ!فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: لِيَكُنْ لَكُمْ إِيمَانٌ بِاللهِ.». AVD (مرقس 10: 20 ـ 22).
إن الترجمة الحرفية لجملة «ليكن لكم ايمان بالله "في ترجمة أخرى: ليكن لكم إيمان الله" » هي أن صلاة الأمر هي إيمان الله مُصاغ في كلمات، فهي لها نفس القوة والسلطان كأنّ الله شخصيّاً هو الذي نطق بها، وذلك ليس إلا أن الروح القدس هو الذي نطق بها فهي خارجة بذلك من الله فعليًا. يؤكد الكتاب المقدس على أنَّ كلمات الأمر هي لنا، كي نستخدمها على مدار الأيام.
«. طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا. كَانَ إِيلِيَّا إِنْسَانًا تَحْتَ الآلاَمِ مِثْلَنَا، وَصَلَّى صَلاَةً أَنْ لاَ تُمْطِرَ، فَلَمْ تُمْطِرْ عَلَى الأَرْضِ ثَلاَثَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ. ثُمَّ صَلَّى أَيْضًا، فَأَعْطَتِ السَّمَاءُ مَطَرًا، وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ ثَمَرَهَا.» AVD (يعقوب 5: 16 ـ 18).
بعبارة أخرى، من خلال الصلاة الحارة المقتدرة، يمكنك ويمكنني فعل نفس الشيء، فنفس تلك القوة هي متاحة لنا اليوم.
سأعطيك مثالين حدثا في أيامنا هذه، ربما لم تسمع عن أخ يُدعى هاورد كارتر، ترجع قصته إلى الأيام الأولى للحركة الخمسينية في بريطانيا، كان كاتبًا أسس أول مدرسة كتاب مقدس خمسينية في لندن.
في الحرب العالمية الأولى كان هاورد مُعارضًا مخلصًا، بسبب ذلك زج به في السجن، كان السجن مكانًا رطبًا مليئًا بالمياه. في أحد الأيام بينما كان راقدًا في سريره، وجد مجرى صغير للمياه، يتسرب فوقه نازلاً من السقف، أشار هاورد إلى ذلك المجرى بأصبعه وقال: «آمرك أن ترجع باسم يسوع». فوقف تسرُّب المياه.
قصة أخرى، تحكي عن فتاة أفريقية كانت تعيش في زامبيا، كانت تلك الفتاة المراهقة تقود دراجتها مُتّجهة نحو المكان الذي تعقد فيه الكنيسة اجتماعها. ولأن في زامبيا توجد الكثير من أعشاش النمل التي قد يصل ارتفاعها إلى عشرين أو ثلاثين قدمًا، ولأن تلك الأعشاش عادة ما تجذب ثعابين الكوبرا إليها، ظهر ثعبان كوبرا كبير أسود فجأة بينما كانت تقترب من أحد أعشاش النمل، فأوقفت دراجتها وهي ترتعش، عندها حل عليها روح الله فقالت: «في اسم الرب يسوع المسيح، عد إلى جحرك». توقف ثعبان الكوبرا وأرجع رأسه إلى الجحر مرة أخرى ووقف دون حراك، فتحدثت الفتاة معه مرة أخرى: «لا. أقول لك عد إلى جحرك». عندها استدار الثعبان وعاد إلى جحره. عندما وصلت الفتاة إلى مكان الاجتماع كانت لا تزال ترتعش.
في تلك الأداة «الأمر» نرى قوة الله وهي تكمل في ضعفنا. أداة الأمر الخاصة بالصلاة مناسبة بشكل خاص كي نستخدمها عندما نتبع توجيه يسوع بطرد الشياطين. (مرقس 16: 17).
عن هذه الخطة

الصلاة هي دعوة إلهية للانسجام الروحي بقيادة الروح القدس، كما في متى 18: 19–20، حيث يعدنا الرب بحضوره متى اجتمعنا باسمه. يشبّه الكاتب هذا النوع من الصلاة بـ«سيمفونية» روحية يقودها الروح القدس، و ليست المسافة أو الانتماءات الطائفية ما يضمن حضور الله، بل الوحدة في الروح والطاعة لإرادته. هذه السيمفونية تدعونا لنكون مصليين بكل صلاة وطلبة، ساهرين بروح واحدة من أجل مجد الله وخير القديسين.وتخيل ديريك ان الصلاة الجماعية عبارة عن اوركسترا يقودها (الروح القدس) وموسيقين (المؤمنين) وألات (انواع الصلاة) هذه الخطة تقدم تامل عميق في مفهوم الصلاة وتعرض اساليب مختلفة للصلاة
More
نود أن نشكر Derek Prince Ministries, International, Inc على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: www.dpm.name