اثني عشر اسلوباً مختلفاً للصلاةعينة

3- الطلبــة:
اليوم، نركّز على توضيح المعنى الحقيقي للصلاة، بعيدًا عن الفهم السطحي الذي يربطها فقط بطلب الاحتياجات الشخصية. فالصلاة ليست مجرد طلب أو شكر على أمر مادي، بل هي في جوهرها اتصال مع مشيئة الله، والاتفاق مع خطّته المُعلنة في الكتاب المقدس.
رسالة يوحنا الأولى:
«وَهَذِهِ هِيَ الثِّقَةُ الَّتِي لَنَا عِنْدَهُ: أَنَّهُ إِنْ طَلَبْنَا شَيْئاً حَسَبَ مَشِيئَتِهِ يَسْمَعُ لَنَا. وَإِنْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّهُ مَهْمَا طَلَبْنَا يَسْمَعُ لَنَا، نَعْلَمُ أَنَّ لَنَا الطِّلْبَاتِ الَّتِي طَلَبْنَاهَا مِنْهُ» AVD(1يوحنا 5: 14-15)
ويُبرز أن مفتاح الاستجابة هو أن نطلب بحسب مشيئة الله، فحين نصلّي وفقًا لإرادته ونثق أنه يسمع لنا، يجب أن نكون على يقين بأن الطلبة قد استُجيبت حتى لو لم نرَ نتائج فورية.
المشكلة الشائعة وهي أن البعض يصلّون دون أن يستقبلوا فعليًا ما صلّوا لأجله من يد الله
ويقول الرب يسوع:
«كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ حِينَمَا تُصَلُّونَ فَآمِنُوا أَنْ تَنَالُوهُ فَيَكُونَ لَكُمْ» AVD(مرقس 11: 24)
أي أن الاستلام الحقيقي يحدث أثناء الصلاة، أما الحصول الفيزيائي فقد يتأخر، لكنه يأتي لاحقًا كنتيجة لهذا الإيمان.
يروي ديريك برنس قصة شخصية عن زوجته روث، التي كانت تعاني من ألم شديد بسبب "الديسك" واعوجاج العمود الفقري. وبعد أن صلّى لأجلها دون أن يرى نتيجة فورية، شجّعها على "البقاء متصلة بمصدر القوة"، أي أن تستمر في الإيمان والشكر. وتمسّكها بالإيمان جعلها تبدأ بالعناية بجسدها كهيكل للروح القدس، وبعد فترة، وفي أحد الاجتماعات حيث اجتاح روح الفرح الحضور، بدأت ترقص وشُفيت تمامًا، وظلّت معافاة منذ ذلك الحين.
من هذه القصة، نفهم أهمية الصبر مع الإيمان، ويذكّر بمثال إبراهيم:
«وَهَكَذَا إِذْ تَأَنَّى نَالَ الْمَوْعِدَ» AVD(عبرانيين 6: 15)
ونتذكّر بأن إبراهيم انتظر خمسًا وعشرين سنة حتى نال ابن الموعد، وقد واجه طوال هذه المدة تجارب الشك، وكان عليه أن يُبقي "فيشة الاتصال" بالله موصولة.
وفي هذا السياق نؤكد على ضرورة الصبر:
«لأَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى الصَّبْرِ، حَتَّى إِذَا صَنَعْتُمْ مَشِيئَةَ اللهِ تَنَالُونَ الْمَوْعِدَ» AVD(عبرانيين 10: 36)
ويظهر أن الشخص بعد أن يصنع مشيئة الله يجب أن يثبت، لأن الله يختبر ثباته، وليس فقط إيمانه المؤقت.
وتوجد أداة قوية تُساعد في الثبات، وهي إطلاق الكلمات الإيمانية الصحيحة من الفم. و كان ديريك يعتاد إعلان بعض العبارات التي تعكس هويته في المسيح وتعزز إيمانه، مثل:
«جسدي هو هيكل للروح القدس، مفديّ وطاهر ومُقدّس بدم يسوع... الشيطان ليس له مكان فيّ...»
ويختم هذا الجزء بآية من 2كورنثوس 2: 14
«وَلَكِنْ شُكْراً لِلَّهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ» AVD
ويطرح فكرة رائعة: أن نسلك دائمًا في نصرة المسيح، وننشر من خلال حياتنا رائحة طيبة يعرف الناس من خلالها المسيح.
ثم يعود إلى الجانب العملي للصلاة، ويوصي بأن نبدأ بالصلاة بالشكر قبل الطلب، وأن لا نستخدم الصلاة كوسيلة لفضح أخطاء الآخرين أمام الله. بل حتى إن كان هناك شيء يستدعي الصلاة لتغييره، فعلينا أن نجد أولًا ما يمكن شكر الله عليه في حياة ذلك الشخص، ثم نطلب من الله ما نراه مناسبًا، مع الاستمرار في الشكر والثقة بأنه قد سمع لنا.
لذلك الطلبة هي نوع من الصلاة يتم استقبال الاستجابة من يد الله بالإيمان، ويختلف هذا عن صلاة اللجاجة التي تعتمد على الإلحاح المستمر. فكلا النوعين مشروع، لكن في حالة الطلبة بالإيمان، نحن نأخذ ونتمسك بما نلناه بالفعل، بالصبر والإعلان والثبات، حتى يتحقق بالكامل.
عن هذه الخطة

الصلاة هي دعوة إلهية للانسجام الروحي بقيادة الروح القدس، كما في متى 18: 19–20، حيث يعدنا الرب بحضوره متى اجتمعنا باسمه. يشبّه الكاتب هذا النوع من الصلاة بـ«سيمفونية» روحية يقودها الروح القدس، و ليست المسافة أو الانتماءات الطائفية ما يضمن حضور الله، بل الوحدة في الروح والطاعة لإرادته. هذه السيمفونية تدعونا لنكون مصليين بكل صلاة وطلبة، ساهرين بروح واحدة من أجل مجد الله وخير القديسين.وتخيل ديريك ان الصلاة الجماعية عبارة عن اوركسترا يقودها (الروح القدس) وموسيقين (المؤمنين) وألات (انواع الصلاة) هذه الخطة تقدم تامل عميق في مفهوم الصلاة وتعرض اساليب مختلفة للصلاة
More
نود أن نشكر Derek Prince Ministries, International, Inc على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: www.dpm.name