اثني عشر اسلوباً مختلفاً للصلاةعينة

8 _التكريـــس:

إنَّ أداة الصلاة التالية هي التكريس، وهي شبيهة بصلاة الإيداع «التسليم»، في كلتا الحالتين نحن نُعطي الأمر المُتعلّق بصلاتنا للرب. هنا في التكريس، نحن نقدم ذواتنا له. بمعنى آخر في صلاة التكريس، نحن ننحي أنفسنا جانبًا ونختار أن نكرّس أو نقدّس أنفسنا لأجل عمل مُعيّن أو دعوة خاصة وضعها الرب على حياتنا.

نجد مثالاً على ذلك النوع من الصلاة في إنجيل البشير يوحنا 17: 19 والتي هي جزء مما نُطلق عليه اليوم صلاة يسوع الكاهن الأعظم، حيث كان يتحدث عن علاقته بتلاميذه وبأبيه وقال: «لأجلهم أُقدِّس أنا ذاتي ليكونوا هم أيضًا مقدَّسين في الحقّ»، AVD
فلو اخترنا أن نُكرّس أنفسنا لله مثل يسوع، إذن نحن ننتمي لله، ونحن في يده، وليس مسموحًا لنا أن نفعل ما نريد.

قال يسوع في يوحنا 10: 36 أنَّ الآب قد قدّسه وأرسله للعالم، كيف قدّس الآب يسوع؟ بالطبع هو لم يجعله قديسًا، لأنَّه بالفعل قدوس، ولكنَّه خصصه لأجل عمل لا يستطيع أي كائن آخر أن يقوم به، لذلك قال يسوع: «أنا أخصص ذاتي، أكرس نفسي للعمل الذي كرسني لأجله الله».

دائمًا مع التكريس تكون المبادرة منا لله. لا يمكنك تكريس نفسك لشيء ما لم يُكرّسك الله لأجله، عليك أن تعرف ما الذي كرّسك الله لأجله، ثم تُخصص نفسك لأجل ذلك العمل، وتتجاوب مع الأمر بإرادتك. من الغريب أنَّ كثير من المؤمنين المولودين ثانية لم يكتشفوا ذلك الأمر أبدًا، لقد كرَّسنا الله بالفعل، ولكن لن يصبح الأمر فعَّالاً إلا عندما نُكرّس نحن أنفسنا له.

لكن ليس عليك أن تفعل ذلك، فهو أمر تطوّعي، إلا أنَّك إن فعلت، تذكَّر بأنَّ الكتاب المقدس لا يسمح لك بأن تتعهد بأمر ثم تطلب تغييره.