اثني عشر اسلوباً مختلفاً للصلاةعينة

9 _ اللجاجة :
علَّم يسوع تلاميذه أن يستخدموا أداة الصلاة الخاصة باللجاجة والمثابرة. «ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «مَنْ مِنْكُمْ يَكُونُ لَهُ صَدِيقٌ، وَيَمْضِي إِلَيْهِ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَيَقُولُ لَهُ يَا صَدِيقُ، أَقْرِضْنِي ثَلاَثَةَ أَرْغِفَةٍ،لأَنَّ صَدِيقًا لِي جَاءَنِي مِنْ سَفَرٍ، وَلَيْسَ لِي مَا أُقَدِّمُ لَهُ.فَيُجِيبَ ذلِكَ مِنْ دَاخِل وَيَقُولَ: لاَ تُزْعِجْنِي! اَلْبَابُ مُغْلَقٌ الآنَ، وَأَوْلاَدِي مَعِي فِي الْفِرَاشِ. لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَقُومَ وَأُعْطِيَكَ.أَقُولُ لَكُمْ: وَإِنْ كَانَ لاَ يَقُومُ وَيُعْطِيهِ لِكَوْنِهِ صَدِيقَهُ، فَإِنَّهُ مِنْ أَجْلِ لَجَاجَتِهِ يَقُومُ وَيُعْطِيهِ قَدْرَ مَا يَحْتَاجُ.» AVD (لوقا 11: 5 ـ 8).
بعبارة أخرى عليك الاستمرار في القرع، حتى يُدرك صديقك بأنَّه لن يحصل على أي قسط من النوم في تلك الليلة حتى يقوم ويعطيك الخبز، يسوع يأمر بمثل ذلك النوع من الإصرار.
«وأَنَا أَقُولُ لَكُمُ: اسْأَلُوا (حرفيًا، استمروا في سؤالكم) تُعْطَوْا. اطْلُبُوا (حرفيًا، استمروا في الطلب والسعي) تَجِدُوا. اِقْرَعُوا (حرفيًا، استمروا في القرع) يُفْتَحْ لَكُمْ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ (حرفيًا، يستمر في السؤال) يَأْخُذُ وَمَنْ يَطْلُبُ (حرفيًا، يستمر على الطلب والسعي) يَجِدُ وَمَنْ يَقْرَعُ (حرفيًا، يستمر في القرع) يُفْتَحُ لَهُ.» AVD ( لو 11: 9 )
صلاة الإصرار مختلفة تمامًا عن صلاة الطلبة والتي تحصل فيها على ما تطلبه رغم ضرورة المثابرة للحصول عليه، أن تحفظ التواصل بينك وبين الله (أن تُوصّل الفيشة). ففي صلاة الطلبة، أنت تُصلي، وتستقبل ما صليت لأجله، وتقول: «شكرًا يا رب» ذلك كل ما في الأمر. أما هنا، فمن خلال الصلاة المدعومة بالمثابرة، تستمر في القرع والقرع والقرع، وتستمر في الطلب لأجل الشيء الذي تريده، حتى يُفتح الباب.
أعرف مرسلة من جنوب أفريقيا أرادت الدخول إلى موزمبيق كي تفتتح هناك إرسالية بروتستانتية، في الوقت الذي كانت الدولة فيه تحت سيطرة الحكومة البرتغالية، وهي في معظمها كاثوليكية. ذهبت تلك المرسلة إلى القنصلية الموزمبيقية وطلبت موافقتهم، لكنَّهم رفضوا. فذهبت مرة أخرى ورُفضت. ثم ذهبت ثالثة ورُفضت، هل تعلم عدد المرات الذي ذهبت فيها إلى القنصلية؟ ثلاث وثلاثين مرة، وفي المرة الثالثة والثلاثين حصلت على التأشيرة. ذلك هو الطلب والاستمرار في الطلب.
يقدم لنا الإصحاح 12 من سفر الأعمال، مثالاً لصلاة اللجاجة «المثابرة» التي قدَّمتها الكنيسة الأولى، يوم أعدم الملك هيرودس الرسول يعقوب أخا يوحنا، ثم استمر في ملاحقته للرسل آملاً في القبض على بطرس والإمساك به كي يعدمه بعد الفصح مباشرة. هنا في هذه اللحظة أخضعت كنيسة أورشليم «القدس» نفسها في صلاة اللجاجة الجادة بالنيابة عن بطرس. أحيانًا لن يعمل الله فقط من خلال صلاة شخص واحد، فالأمر قد يحتاج إلى صلاة جماعية مشتركة، يطلقها مؤمنون مكرسون يصلون معًا. «فَكَانَ بُطْرُسُ مَحْرُوساً فِي السِّجْنِ وَأَمَّا الْكَنِيسَةُ فَكَانَتْ تَصِيرُ مِنْهَا صَلاَةٌ بِلَجَاجَةٍ إِلَى اللهِ مِنْ أَجْلِهِ.» AVD (أعمال 12: 5). لاحظ كلمة «أما» هي التي غيرت مجرى الأحداث، الصلاة المتحدة المشتركة للكنيسة فتحت الباب لتدخِّل الملاك الذي أتى من الله وحرر بطرس من السجن. بتلك الطريقة استجاب الله لصلوات الكنيسة لأجل بطرس، ولكن كان لا يزال أمام الله أن يتعامل مع الملك هيرودس. في الآيات الختامية للإصحاح 12 من سفر الأعمال، يصف لنا لوقا البشير، الملك هيرودس وقد رتب لإلقاء خطبة على أهل مدينتي صور وصيدا بملابسه الملكية، في نهاية كلماته صفق الشعب له وصرخوا: «هذَا صَوْتُ إِلهٍ لاَ صَوْتُ إِنْسَانٍ!» AVD (الآية 22). وهيرودس قَبِل المديح وانتفخ بغرور انجازاته. ثم أنهى الوحي كلامه بأنَّ ملاك الرب، ضرب هيرودس على الفور، لأنَّه لم يعط المجد لله: «فَصَارَ يَأْكُلُهُ الدُّودُ وَمَاتَ» AVD (الآية 23).
انظر مرة أخرى إلى فاعلية الصلاة التي ثابرت عليها الكنيسة، كل من كان يقاوم كلمة الله وأهدافه، تمت الإطاحة به، مات هيرودس موت العار والبؤس والخزي، لاحظ بأنَّ تدخل الملاك هو الذي أوقف عمل هيرودس، ومَن الذي أتى بتدخل الملاك مرتين في تلك القصة؟ إنَّها صلاة الكنيسة.
هنا وعلى ضوء ما سبق، يمكننا أن نسأل أنفسنا، من هو الحاكم الحقيقي لتلك البلاد؟ هل هو هيرودس أم الكنيسة؟ الإجابة هي. هيرودس، هو من يجلس على العرش، لكنَّ الكنيسة في الحالة الآنفة الذكر، هي التي حكمت من خلال صلاة اللجاجة.
آمن فقط وستحصل على ما تريد. لا تتوقف، فالطريقة الوحيدة التي يمكنك أن تخسر من خلالها هي إن توقفت. والآن، وبما أنَّ الكثير من صلوات اللجاجة والطلبات المُلحة، تركز على الاحتياج للشفاء، أود أن أذكر الفارق بين عمل المعجزات والشفاء، لأنَّ الأمرين مختلفين، فالمعجزات عادة ما تذهب إلى ما وراء الشفاء. كيف؟
فيما يلي سأقدم لك مثالاً حصل أكثر من مرة أثناء خدمتي، كأن يأتي إليك شخص ما، لديه حالة يطلق عليها التهاب الأذن الوسطى، ثم أصلي لأجله فيشفى، لكن لو أنَّ ذلك الشخص كانت لديه أذن وسطى وأزالها بتدخل جراحي، هنا لا يمكنك أن تشفي أذن وسطى غير موجودة، أما المعجزة فهي أن يستعيد ذلك الشخص الفاقد لأذنه الوسطى، أذنه.
أذكر مرتين مختلفتين حدث فيهما أمر كهذا، ذات مرة جاء رجل إلي وسألني: «صل لأذني» وأنا أشكر الله لأني لم أسأله ما الأمر الذي في أذنه، كل ما فعلته هو أني صليت. بعد عدة أيام عاد الرجل وقال لي: «لقد شفيت».
فقلت له: «مما شفيت؟»
قال: «لم تكن لدي أذن وسطى، والآن أصبح لي واحدة، ذهبت إلى الطبيب وفحصني وقال بأن لدي أذن طبيعية»، تلك هي المعجزة، لأنَّها قد ذهبت إلى ما وراء الشفاء.
والفارق هو، أنَّ المعجزات عادة ما تحدث في الحال وعلى مرأى البصر، في حين أنَّ الشفاء هو غير مرئي وتدريجي. يأتي بعض الناس للحصول على الشفاء، وإن لم يحصلوا على معجزة يعتقدون بأنَّه لم يحدث لهم شيء، ولكن ذلك ليس بالأمر الصحيح، فربما هم بالفعل قد حصلوا على الشفاء، وكل ما يحتاجون إليه هو فهم ضرورة قبول ذلك الشفاء. ذلك مهم لنفهم أننا لو قبلنا الشفاء، الكثير مما سيحدث معنا سيعتمد على شكل استجابتنا وقبولنا.
افترض أنك على سبيل المثال أتيت كي يصلي شخص ما لأجلك، وأنَّ الله لمسك بالفعل، لكنَّك لم تحصل على شفاء كامل، فلو خرجت وقلت: «لم يحدث شيء» أنت بذلك تكون قد ضمنت بأنَّه لن يحدث معك ما هو أكثر من ذلك.
عادة ما تحدث المعجزة بعمل الإيمان بكل بساطة، فلو أردت دراسة حياة رجل حصل على الكثير من المعجزات، انظر إلى النبي أليشع، ترى بأنَّ كل معجزة قام بها، انطلقت بسبب عمل إيمان، فعلى سبيل المثال كانت هناك نبع خارج مدينة أريحا، المياه فيها ملوثة، أخذ النبي أليشع وعاءً فيه ملح، وألقى بالملح في النبع وقال: «هكذا يقول الرب: لقد شفيت تلك المياه». ونحن جميعًا نعلم بأنَّ الملح لا يشفي المياه، ولكن إن ذهبت إلى تلك النبع اليوم، بعد أكثر من ألفيّ سنة، فستجد بأنَّها لا تزال سليمة، في الواقع، الملح لم يشف النبع، بل عمل الإيمان البسيط هو الذي أطلق قوة معجزات الله فيها. (2ملوك2: 19 ـ 22).
عن هذه الخطة

الصلاة هي دعوة إلهية للانسجام الروحي بقيادة الروح القدس، كما في متى 18: 19–20، حيث يعدنا الرب بحضوره متى اجتمعنا باسمه. يشبّه الكاتب هذا النوع من الصلاة بـ«سيمفونية» روحية يقودها الروح القدس، و ليست المسافة أو الانتماءات الطائفية ما يضمن حضور الله، بل الوحدة في الروح والطاعة لإرادته. هذه السيمفونية تدعونا لنكون مصليين بكل صلاة وطلبة، ساهرين بروح واحدة من أجل مجد الله وخير القديسين.وتخيل ديريك ان الصلاة الجماعية عبارة عن اوركسترا يقودها (الروح القدس) وموسيقين (المؤمنين) وألات (انواع الصلاة) هذه الخطة تقدم تامل عميق في مفهوم الصلاة وتعرض اساليب مختلفة للصلاة
More
نود أن نشكر Derek Prince Ministries, International, Inc على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: www.dpm.name







