مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~شرح النص ~

لم تخيّم الظلمة على القلوب المتحجّرة في عمليّة صلب المسيح فحسب، بل خيّمت أيضًا على الأرض فكان احتجاب الشمس دلالة على أنّ من أسلم الروح (آ 46) كان حقًّا من عالم النور. في الوقت نفسه، انشقّ حجاب الهيكل وهو ستار كان يفصل قدس الأقداس عن باقي الهيكل للحفاظ على قدسيّته بما أنّه كان يحوي حضور الله ويضمّ إلى جانب ألواح الوصايا تابوت العهد. وبموت المسيح، كان تمزّق الحجاب دلالةً على خسارة قدس الأقداس لمكانته وتشريع الأبواب أمام الأمميّين (آ 47) في الإيمان وعلى اندثار طقوس الهيكل السابقة والشريعة كجسر عبور للعبادة الحقيقيّة. ظاهريًا أُسلم يسوع إلى يد البشر كما سبق إعلانه في لو 9: 44 (أنظر 32: 18؛ 20: 19) ولكنّه عمليًّا أودع روحه بين يديّ أبيه (مز 31: 6) بعد أن تمّم عمله وأكمل البشارة، وها هو يملك على بيت يعقوب إلى الأبد حيث لن يكون لمُلكه انتهاء (لو 1: 32–33). بعض من شهد على موته، مجّد الله (آ 47) معترفًا بعمله الخلاصيّ. في موت يسوع على الصليب، تنجلي معاني كلماته التي ردّدها في العشاء الأخير: آلامه وجسده المبذول والعهد الجديد بدمه دلالة إلى أن موته كان قربانًا وذبيحة لله.

~تأمل في النص ~

“بالحقيقة، هذا الرجل كان بارًّا” (آ 47). حتّى في موته، انتزع يسوع المواقف من أفواه الناس الذين لم يتمكّنوا من الوقوف صامتين أمام هذا النزاع الملكيّ على الصليب. في تلك الساعات الرهيبة، احتجبت الشمس دلالة على أنّ يسوع كان نور العالم، ومع انشقاق الهيكل، انقشع الضباب عن مفهوم الشرائع الإلهيّة وانكشفت الحقيقة كاملةً ولم تعد مسألة الوصول إلى الملكوت أمرًا محجوبًا بل رَسمَ المسيح الدرب واضحة وصار هو جسر العبور الوحيد إلى السماء وهيكل العبادة الحقيقيّة هو من أسلم الروح واستودعها بين يدي الآب مباشرةً أمام أعين اليهود من جهّة والأمميّين المتمثّلين بقائد المئة (آ 47) من جهّة ثانية، فبات الخلاص شموليّ والدعوة مفتوحة أمام الجميع للقبول أو الرفض. أين نقف اليوم من هذه الدعوة وما هو موقفنا أمام واقعة الصلب، هل نلطم الصدور ونعود على أعقابنا إلى الحياة التي نعرفها ونتغاضى عن معنى موت المسيح معلَّقًا بين السماء والأرض فلا نعي أهمّية الصلاة التي رفعها الابن إلى الآب ليتحوّل الصليب بذلك إلى أداة للغفران لكلّ من يؤمن به؟

~الفكرة الرئيسة ~

حقّق موت المسيح اندثارًا للعهد القديم تمثّل بانشقاق حجاب الهيكل وشكّل الصليب دعوة عامّة للإيمان بمن جاء بالخلاص.

~صلاة ~

إشملني أيّها الآب السماويّ بدعاء المسيح على الصليب لكي أنعم بالغفران الكامل عن جميع ما تقدّم من ذنوبي. آمين.

~قرار اليوم ~