YouVersion Logo
Search Icon

مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثاني

DAY 86 OF 366

~شرح النص ~

أمضى يسوع ساعاته الأخيرة على الأرض بظروفها المظلمة بعزلة عن تلاميذه الذين لم يسبق لهم أن انفصلوا عنه طوال الفترة التي رافقهم فيها، ومع ذلك، لم يكن وحيدًا بل نجد أنفسنا في مشهد الصلب مع جمهور من المشاركين يتفاعلون بأنماط مختلفة مع من سيق إلى الذبح. بينما يحمل سمعان القيروان الصليب خلف يسوع بصمت وتقف الجموع المتفرّجة صامتة أيضًا، تلطم النسوة صدورهن وتنُحن، فيحوّل يسوع رثاءهن عليه نحو مستقبل حالك السواد سبق ونبّه إليه في لو 21: 23 يوم ستحلّ الويلات بالمرضعات والحبالى. وعلى لسان الرؤساء (آ 35)، والجنود (آ 37) وأحد المجرمين (آ 39)، نجد الفعل “خلّص” وهو وإن كان تعبيرًا استُهلك في صيغة ثلاثيّة للتهكّم، فهو يضعنا في الإطار اللاهوتيّ لعمليّة الصلب كمشروع خلاصيّ أتى به “ملك اليهود” (آ 38). في قلب هذا السواد، يشعّ إيمان لصّ اليمين الذي تخطّى وابل التهكّمات ومشهد المسيح المصلوب وأعلن عن توبة حقيقيّة اعترف فيها بعدالة نصيبه مقابل الظلم المرتكب بحقّ من لم يعمل سوءًا (آ 41)، ومتناسيًا آلامه المبرّحة سيرفع طلبه إلى المسيح يؤكّد فيها إيمانه بالملكوت الذي يبشّر به. أمام هذا الانسحاق، سيتجاوب المخلِّص ويمنح لصّ اليمين المجد الأبديّ في اللّحظة نفسها. من أعلى صليبه مجّد الإبن رسالة الآب من خلال تجسيده قمّة المحبّة تحت نير العذاب والظلم فأشفق عل جهل من ارتضوا موته وطلب لهم الغفران من الآب السماويّ (آ 34).

~تأمل في النص ~

كلّ من التقى بالمسيح على طريق الجلجثة كان له موقف، ذاك أنّ مواجهة الحقّ تفضح سرائر الإنسان. سمعان القيرينيّ كان له نصيب في المشاركة بحمل الصليب وبحسب التقليد أصبح ابناه اسكندر وروفس من أوائل المبشّرين المسيحيّين. مشهد آخر استوقف المسيح في مسيرة الصليب هو تجمهر النسوة الباكيات اللّاطمات، وهو منظر مألوف في شرقنا حيث تعبّر النساء عن مشاركتهنّ في مجالس العزاء والظروف المحزنة بالرثاء والعويل. بشكل عامّ، يذرف الإنسان دموع الحزن للإعتراض على مسار الأمور في حياته وفي حياة من حوله. فهل فعلاً بكاء هؤلاء النائحات كان ناتجًا عن محبّتهنّ للمسيح أم أنّه كان فولكلورًا يعتمدْنه لمجاراة البروتوكول الشعبيّ؛ لم يحابِ المسيح هذه الدموع ولم يشمَت بها إنّما وجّه صاحباتها إلى ضرورة التحرّر من نزعتهنّ لإرضاء الناس والتفكير بكيفيّة إرضاء الحقّ لئلاّ يتحوّلن إلى أغصان يابسة لا تصلح إلاّ للحرق مصيرها ومصير نسلها هو ما يستأهل النواح والرثاء. بين الأغصان اليابسة أيضًا برز لصّ الشمال يقابله موقف إيمان وشهادة واعتراف صادر عن لصّ اليمين الذي شهد للحقّ ونسي آلامه وسكِر بالمسيح. نسي المسيح أيضًا آلامه وسَكِر بخلاص هذه النفس، فكان لصّ اليمين أوّل من دشّن الملكوت.

~الفكرة الرئيسة ~

ليست مسيرة الصليب مناسبة للرثاء وللبكاء على المسيح إنّما هي درب نواجه فيها الحقّ لتنكشف خفايا أفكارنا (لو 2: 35) وغربال يفصل الأغصان اليابسة عن الأغصان الخضراء.

~صلاة ~

على درب الصليب التي سرتها يا ربّ، لا أريد أن أذرف الدموع إلاّ توبةً وتوقًا إلى خلاص نفسي كي أشبه لصّ اليمين الذي نال رضاك الأبديّ. آمين.

~قرار اليوم ~

Scripture

About this Plan

مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثاني

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.

More