مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

للأسف،عندما تبدو العناصر أقلّ تهديدًا، باستطاعة الخطر أن يأتي من ناحية الناس ومن غريزتهم الأنانيّة؛ فلقد ظنّ البحّارة أنّ لديهم حظًّا أكبر بأن ينجوا إذا ما انسحبوا من اللعبة، فأضحوا هكذا مستعدّين للفرار بقارب النجاة، وأن يتركوا ركّابًا سيكونون عاجزين عن القيام بالمناورات اللازمة لخلاص الجميع. هنا أيضًا يبرز بولسُ وكأنّه هو الذي يسيطر على الوضع، إذ فضح كذب البحّارة، ووشى بهم لدى قائد المئة الذي، هذه المرّة، بدا حكيمًا بإصغائه إليه: على الجميع أن يبقوا متضامنين.

إذا كان بولس رؤيويًّا، فهو ليس أقلّ واقعيّة، إذ إنّه استمرّ بالتصرّف كمسؤول عن حياة أولئك الرفاق الذين أعطاه الله إيّاهم، وبالسلطة المعنويّة التي يتمتّع بها والتي تفرض ذاتها الآن على الجميع، طلب منهم بحزم وضع حدٍّ للصوم الذي زجّتْهم الكآبة فيه منذ أربعة عشر يومًا، لذلك دعا الجميع إلى تناول الطعام، بمن فيهم البحّارة الذين فضح غَدْرَهم، وبقي هكذا منسجمًا مع قناعته المعلَنة أنّ الكلّ سيخلص.

~ تأمل في النص ~

لفتني في هذا المشهد الطريقة التي شارك بها بولس، مع من في المركب، مائدة الطعام، وكأنه رواية العشاء الأخير للربّ مع تلاميذه. إنها الصورة الأمثل للشركة الكنسيّة. بالرغم من عدم الإيمان المشترك ومحاولة الخيانة التي حاول البحّارة ارتكابها أعلن بولس الشراكة العائلية بمشاركة الطعام على طريقة المسيح. فالعائلة الواحدة هي التي تجتمع حول المائدة الواحدة لتأكل من الطبق ذاته.

~ الفكرة الرئيسة ~

العائلة الواحدة هي التي تجتمع حول المائدة الواحدة لتأكل من الطبق ذاته.

~ صلاة ~

أصلّي يا ربّ من أجل الحبّ والسلام في كلّ العائلات.

~ قرار اليوم ~