مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

في هذه الحالة الميؤوس منها، يتدخّل بولس مجدّدًا، منتصبًا وسط الركاب، لكي يوجّه إليهم خطابًا فريدًا. لقد بدا وكأنّ لديه بعضًا من الغرور عندما قدّم ذاته على أنّه هو الذي كان قد أنبأ بالكارثة، غير أنّ ذلك يُعطي في هذه الظروف شيئًا من السلطان لكلامه، ولكنّه لا يتحدّث إلى هؤلاء الرجال كلّهم لكي يزيدهم همًّا على هَمّ، بل لكي يحضّهم على أن يحتفظوا بشجاعتهم. لقد كان بإمكان بولس أن يؤكّد لهم بأنّهم سينجون بحياتهم، لأنّ ملاكًا كان قد أكّد له أنّه، في تصميم الربّ، يجب أن يمثل أمام الإمبراطور. واستنادًا إلى ذلك، كان الذين أبحروا مطمئنّين إلى كونهم تحت حماية العناية الإلهيّة؛ فالله يمنح لبولس حياةَ كلّ رفاقه في السفر؛ وبما أنّه واثقٌ كلّيًّا بهذا الوعد، فإنّه يُعلن بهدوء أنّ السفينة الضائعة سترسو في جزيرة ما.

فإنّ بولس هو هنا في يد الله الذي يريد أن يوصله إلى وجهته، وبنعمة الله سينجو معه الركّاب الآخرون المتضامنون معه؛ وإذا أعدنا صياغة رو 5: 19، يمكننا القول أنّه “بِطاعَةِ إنسان واحدٍ يصيرُ البشَرُ أبرارًا”. بالتأكيد لن تكون استعادةٌ للمعنى بعيدةً عن فكر لوقا، إذا ميّزت بين السطور كرمزٍ لسرّ الخلاص الذي أتمّه يسوع المسيح؛ فلكوننا متضامنين معه بنعمة الله، فإنّنا نشاركه حياته المنتصرة على الموت، على مثال الخلاص الذي وعد به هنا بولسُ رفاقَه في المحنة.

~ تأمل في النص ~

في خلفيّة هذا المقطع، سيرى كلُّ عارف بالكتاب المقدّس تلميحًا محتملاً جدًّا إلى رواية يونان المعروفة كثيرًا، الذي علِق أيضًا في العاصفة، مع طاقمٍ مذعورٍ رمى الحمولة في البحر. هناك تشابه في الحالة، ولكن مع انقلاب غريب في الأدوار: يونان الذي عصا أوامر الله، لاحقه الغضبُ الإلهيّ، لكنّه لم يشأ أن يتسبّبَ في أن يشاطره الملاّحون مصيره، لذا وعدهم بأنّهم سينجون بحياتهم إذا فكّوا تضامنهم معه؛ وهكذا رُمي يونان في البحر، فهدأت العاصفة.

~ الفكرة الرئيسة ~

كلّ شيءٍ يسير صوب إرادة الله.

~ صلاة ~

أقدّم لك يا ربّ كلّ ظروف حياتي فاجعلها تقودني صوب حبّك!

~ قرار اليوم ~