مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~شرح النص ~

إن فكرة “مدن الملجأ” قديمة العهد في حضارات الشرق الأدنى القديم. التمييز بين القتل بقصد والقتل بغير قصد تدبير منطقي، فكم من أحداث مأساوية تحدث من دون قصد! هي ست مدن ملجأ منتشرة في كل أنحاء أرض إسرائيل القديمة (تث 19:8–9) بالإضافة إلى ثلاث مدن شرقي الأردن (تث 4:41). مدن الملجأ هي نفسها مدن اللاويين (خدام الدين) كما سنرى. مدن الملجأ هي مدن حماية وسلام وعبادة وخدمة، فيها يجد المذنب، بغير قصده، أمنه، وسلامه، وفيها يعيش في جو العبادة والطمأنينة؛ إنها واحة يلجأ إليها المهدَّد في صحراء الغرائر، وميناء أمين يهرب إليه المهدد في بحر مضطرب.

~تأمل في النص ~

عندما نمر في صحراء قاحلة، ونجوع ونعطش وتلسعُنا الرمال الحارقة، كم نكون بحاجة إلى واحة نلجأ إليها. وعندما نكون في بحر مضطرب، ومياهه تعلو جدران سفينتنا وأصبحت تهدد حياتنا، كم نكون بحاجة لميناء أمن وسلام. وعندما سهام الأشرار تصيبنا وظلم الظالمين يلحق بنا، كم نكون بحاجة إلى ملجأ يحمينا ويرد مظلوميتنا. وعندما يخوننا الأصدقاء، ويتخلى عنا الخلان، كم نكون بحاجة إلى حضن دافئ. نحتاج من وقت لآخر لمدينة ملجأ نأوي إليها حيث نشعر بالسلام والأمان، حيث نستطيع أن نلقي أسلحتنا ونرتاح من صخب المعارك، حيث نستطيع أن نسترجع قوانا ونستعد لمواجهة تحدياتنا اليومية. مدينة الملجأ التي نحتاج أن نأوي إليها هي خلوة روحية نختبر فيها حضور الربّ بكثافة.

~الفكرة الرئيسة ~

إن فكرة “مدينة الملجأ” تدبير إلهي، فهي تؤمن الحماية والأمن والسلام للمهدَّد المظلوم المضطرب. خلوتنا مع الربّ هي مدينة ملجأنا.

~صلاة ~

إلهي! كم أحتاج أن ألجأ إليك! فأنا في بحر مضطرب، ولا راحة إلاّّ فيك! ضُمَّني في حضنك واغمرني بجناجيك!

~قرار اليوم ~