مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~شرح النص ~

دَبيرَ مدينة مهمة في جبل حبرون. سبق واحتلها يشوع (يش 10:38). لا ندري إذا كانت القصة هنا مأخوذة عن تقليد مختلف، أم أن سكانها الأصليّون عادوا إليها ما استوجب إعادة احتلالها. كان كالب من أعيان الشعب، ومن يتزوج ابنته يحظى بشرف رفيع. لكن من يتزوجها يجب أن يستحقها. ويستحقها بإظهار قوة وشجاعة وجرأة في احتلال مدينة دَبيرَ. وحظي عتنيئيل، أخوه أو ابن أخيه، بهذا الشرف وتزوج عكسة بنت كالب. يبدو أن عتنيئيل كان حكيمًا، فما إن تزوج عكسة حتى دفعها إلى مطالبة أبيها بميراث فيه ماء. وحصلت عكسة على “الينابيع العليا والينابيع السفلى”. وسيصبح عتنيئيل أول قاضٍ بين بني إسرائيل، خلص شعبه من ظلم كبير وضيق مرير (قض 1:13؛ 3:9–11).

~تأمل في النص ~

كم هو جميل أن تجتمع الشجاعة مع الحكمة في شخص واحد. هذا ملخّص قصة عتنيئيل. شجاعة ظهرت في حب دفع صاحبه إلى المخاطرة مِن أجل مَن يُحِب. أو يوجد حب من دون مخاطرة؟ قال يسوع: “ما مِنْ حُبّ أعظَمَ مِنْ هذا: أنْ يُضَحّيَ الإنسانُ بِنَفسِهِ في سَبـيلِ أحبّائِهِ. وأنتُم أحبّائي...” (يو 15:13–14). جيد أن نحب، والأحسن أن ندفع ثمن هذا الحب. أما الحكمة فهي عدم الاكتفاء بجمع خيرات الأرض بل السعي للحصول على خيرات السماء. أرض بلا ماء لا تنفع شيئًا؛ وخيرات أرضية لا تنفعنا شيئًا لحياتنا الأبدية إلاّ إذا اشترينا بها خيرات سماوية نجمعها ونجدها وتبقى معنا. الحب الذي ندفع ثمنه يجلب لنا ينابيع البركات العليا.

~الفكرة الرئيسة ~

كل حب تلزمه مخاطرة، والمخاطرة تُظهر كم نحن نحب. الحب على مثال المسيح يتحول إلى ادِّخار سماوي. والحكمة تقضي أن نعمل على دعم هذا الادِّخار.

~صلاة ~

إلهي! أعطني الشجاعة لأكون على مثالك، فأقوم بمخاطرة الحب في سبيل من أحب. وأعطني الحكمة لأستخدم جهودي في جمع كنز سماوي أجده ويبقى لي.

~قرار اليوم ~