مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

نسمع هنا الخطاب الاحتفالي المهيب الذي أدلى به صموئيل، قبل أن يتنحّى عن مهمّته القياديّة، فيسترجع الحقبة التي إستلم فيها إدارة الشعب ليُظهر أمانته لها. نجهل المكان والزمان حيث يُلقي خطابه، ولكنّه يتوجّه إلى جميع بني إسرائيل، ربّما ما زالوا بعد مجتمعين في الجلجال (١صم 11: 14).

منذ البداية، يمكن للقارئ أن يستشفّ ما يعانيه من صراع في داخله: فهو، إذ يقدّم شاول كملك سيقود الشعب، لا يلبث أن يذكّرهم بأنّه هو نفسه قد قادهم منذ صباه (آ 2).

وبعدها، يسلّط الأضواء عليه وعلى أولاده: فهو فقد بلغ سنّ الشيخوخة، أمّا أولاده فهم حاضرون معه أثناء تأديته التسلّم والتسليم. يسترعينا أنّه لا ينوّه البتّة إلى سوء تصرّفهم
(١صم 8: 2 – 5)، بل يحاول بالمقابل أن يلقي الضوء عليه، فتتحوّل الأنظار إلى تقييم حسن سيرته ورضاهم عليه.

ثمّ يسترجع بداية عهده الذي خدم فيه الشعب من خلال صفاته الكهنوتيّة والنبويّة والقضائيّة، ويطلب شهادتـهم أمام الربّ وأمام شاول. لقد بدا جليًّا، في شهادة الشعب أنّ سجلّ صموئيل نظيف للغاية، بحيث سلك فعلاً أمام الربّ “ولم يُهمل شيئًا من جميع ما كلّمه به”.

~ تأمل في النص ~

صحيح أنّ شاول هو الذي سيأخذ زمام السلطة السياسيّة والعسكريّة ولكنّ النبيّ صموئيل، الذي يمثّل صوت الله وينقله، لن يتخلّى أبدًا عن دوره في توجيه الملك وفي ردعه حين ينعطف عن الطريق الصحيح. فهل هناك من قوّة على الأرض يمكنها أن تُخفِت صوت الله؟

~ الفكرة الرئيسة ~

يَفتتح صموئيل خطابه بفكرة يجدر بنا التوقّف عندها: هو لم ولن ينسى أنّ طلب الشعب بالملك يشكّل نكسًا بالعهد الذي كان قد أقامه مع الربّ، ولهذا يستدرك عاقبة إقامته شاول ملكًا وما سينتج عنها من تبعات، لئلاّ يوجّه الشعب اللّوم إليه في ما بعد.

~ صلاة ~

في نـهاية حياتنا، عندما سنعيد إليك الوديعة التي سلّمتنا إياها، إجعلنا يا ربّ، أن نقف أمامك و”سجلّ عدلنا” نظيفًا، إغفر لنا الخطايا التي ارتكبناها أمامك ولا تعاملنا حسب جهالاتنا لأنّك “إله رحيم ورؤوف، طويل الأناة وكثير الرحمة والوفاء” (خر 34: 6).

~ قرار اليوم ~