(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

يملأ يسوع شباك التلاميذ بالسمك بعد ليلٍ فارغ من الصيد. ليست المرّة الأولى التي تحصل هذه المعجزة. في بداية حياته العلنية (لو 5: 1– 11)، حصل الأمر نفسه وكانت النتيجة أنّ التلاميذ الأوّلين تركوا كلّ شيء وتبعوه. أمّا في هذا الظهور بعد القيامة، فالهدف هو إرساليّ، إذ إنّ الصيد هو من الصوَر الأكثر دلالةً على الرسالة. في كِلا النصّين يدخل المسيح من باب المشاركة في جوهر المعاناة، فيسأل: "أمعكم شيء يؤكل؟" إنّه إله الملء الذي يملأ كلّ نقص وفراغ في حياتنا ويوفّر البركة. يتحدّث أيضًا هذا النص عن الكنيسة ووحدتها وعن شمولية الخلاص الذي تبشّر به. فرمز الكنيسة الأساسي في الإنجيل هو الرسل في السفينة. وعدم تمزّق الشبكة دليلٌ على وحدتها؛ أمّا العدد 153 ، ( 3x 3) x (7 x 10)  أي العدد الإلهي مع الشمولية والكمال، فيرمز إلى أنّ الكنيسة مدعوّة لضمّ جميع الشعوب ولمنحهم ملء النعمة والخلاص. فعاليّةُ العمل الرسولي تتعلّق بكلمة يسوع: من دونها، الصيد غيرُ مُجْدٍ.

تأمل في النص

قد يكون تفصيلًا لباسُ بطرس ثيابه لينزل في الماء، لماّ عرف أنّ الربّ على الشاطئ. عادةً، قد يفعل البشر عكس ذلك! لهذا الأمر عمقٌ روحي: لماّ رأى آدم أنّه عريان اختبأ من وجه الرب (تك 3: 10) أمّا بطرس، لماّ رأى أنّه عريان فأتى للقائه. إنّها دعوة لعدم الخوف من الخطايا والاّتكال على رحمة الله. وثّمة تساؤل: من أين أتى الرب بالسمك على الجمر (آ ية 9) هو الذي سألهم إن كان معهم شيءٌ يؤكل؟ إنّ السمك على الجمر يرمز إلى التلاميذ الذين أعدّهم يسوع، والسمك في الشبكة يرمز إلى المؤمنين الذين سيصطادهم التلاميذ. دعوتهم: من صيّادي سمك إلى صيّادي بشر. يصطاد الإنسان بالكلمة الحلوة التي تلمس قلبه. هذه هي مهمّة المسيحيين على مر الأجيال: إعلان حب الله للبشر.

الفكرة الرئيسة

بعد أن اصطاد يسوع التلاميذ بحبّه، أرسلهم ليصطادوا جميع البشر في شبكة المحبّة والإيمان.

صلاة

ساعدني يا الله لأعيَ في العمق أنك إله الملء والكمال الذي يملأ فراغ حياتي. لقد أريتَني عظائمك، فساعدني لأشهدَ لحبّك بين البشر، وُأسهمَ في اصطياد قلوب الناس داخل شبكة ملكوتك، آمين.

خذ قرارًا لهذا اليوم