(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص
عندما تمّ الحكم على يسوع بالموت، استهزأ به الجنود وحدهم في دار الحاكم. أمّا الآن، على جبل الجلجلة، بعد أن صُلب، نجد مجموعةً أكبر من الناس تستهزئ به: المارّة، رؤساء الشعب واللصان؛ أي على التوالي: الذين لا علاقة لهم بما يجري، أعداء المسيح، والرفاق في المصير نفسه.
توجّه المارّة بضمير المخاطب المفرد إلى يسوع، أمّا رؤساء الشعب فقيَّموا وضعه بضمير الغائب المفرد، وبالنسبة إلى اللصين كان الاستهزاء استنتاجًا من الإنجيلي دون عرض ما قالا. هذا التباين في طريقة الاستهزاء لم يكن إلّا شكليًا، فجميعهم اّتفقوا على أنّ يسوع قام بادّعاءات طنّانة وهو الآن في حالة يُرثى لها. طلبَ المارّةُ من يسوع أن يستعمل هوّيته كابن الله لمنفعة شخصية. تمامًا كما جرّبه الشيطان في البرّية بعد العماد: "إن كنت ابن الله ... حجارة أرغفة ... يحملك الملائكة" (مت 4: 3– 7). أمّا هو فيؤكّد هوّيته كإبن للآب من خلال قبوله لإرادته، لقد انتصر على الشيطان في بداية حياته العلنية معطيًا جواًبا كتابيًا، وهنا أيضًا انتصر مِن على الصليب رافضًا استغلال هوّيته الإلهية لمآرب شخصيّة. إنّ رؤساء الشعب فرحون لأنّ رغبتهم قد تحقّقت بالتمام. فحسب رأيهم، كلّ ادّعاءات يسوع كانت كاذبة، والبرهان أنّه لا يستطيع أن يخلّص نفسه. فبصلبه قد دحضوا الكذب وأبانوا الحقيقة. لقد حاصروا مسيحهم وتحدّوا الله وجرّبوه من خلال إصرارهم على الطلب الوحيد: "لينزل عن الصليب" .
تأمل في النص
إنّ التناقض بين هوّية يسوع وبين وضعه الحالي كمعلّق على الصليب لواضح جدًّا. كيف يمكن لمَن هو مسمَّرٌ على خشبة ومصيره الموت العنيف والمخزي، أن يكون ابن الله الحبيب والمسيح المخلّص لشعبه؟ بحسب متى الإنجيلي، لا أحد يشعر بالتضامن مع يسوع، فهو "مُحتقرٌ مَنبوذٌ من الناس، وموجع مُتمرِّسُ بالحزن... " (إش 53 : 3 أ). لم يفتح فاه ولم يردّ على الاستفزازات، وبذلك أوضح أنّ اّتكاله الوحيد هو على الله، لا في هذا العالم أثناء حياته – لأنّ الله لم يجبه عندما صرخ "إلهي إلهي لماذا تركتني" – بل بعد موته. عاش المسيح عزلة صليبه وحده متروكًا من الله ومن جميع الناس. بقبوله هذه الآلام النفسية والجسدية استحقّ انتصار القيامة. والتلميذ الحقيقي ليسوع لا يصلّي فقط "لا تدخلنا في التجارب، ونجنا من الشرير " بل يعيش إيمانه بالله واثقًا بحبّه وبمكافأته العادلة.
الفكرة الرئيسة
جاء المسيح مخلّصًا شعبه من خطاياهم ومن استفزازاتهم المتكرّرة لحبّه. ففضّل عدم الردّ على الاستهزاء به. فأفرغ منهم سمومهم ليُدخِل فيهم حبّه وخلاصه.
صلاة
سامحني يا رب عندما أشكّ بقدرتك اللامتناهية وبرفاقي الذين هم على صورتك ومثالك. قوّ فيّ الإيمان لأنتصر على التجارب التي تسقطني في اليأس. ليكن رجائي ثابتًا بمحبتك، آمين.
خذ قرارًا لهذا اليوم
Scripture
About this Plan

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More
Related Plans

God Gives Good Gifts to Everyone

The Woman of Faith

Find Your Purpose Where You Are

Three Cornelias: Navigating Loss With the Bible & Rembrandt

Reading With the People of God #14 Proverbs

Overcoming Emotional Overwhelm

The Pursuit of God

A Brighter Future: A 5-Day Devotional

One Minute, One Verse, One Prayer: Truth & Faith
