(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص
بعد موت المسيح نشهد في الأناجيل أشخاصًا إيجابيين. قبل الموت كانوا كلّهم أعداء أمّا الآن فنرى أنّ قائد المئة يعلن إيمانه (مت 27 : 54 )، رجلًا غنيًّا يهتمّ بدفن يسوع، ونساء أمينات يراقبن كلّ شيء. إنّ هذا النهار الطويل الذي بدأ بقرار المجلس اليهودي بقتل يسوع، ينتهي الآن بدفنه.
يُذكَر يوسف الرامي من خلال غناه وتتلمذه ليسوع. يضيف يوحنا الإنجيلي أنّه كان تلميذًا يُخفي أمره خوفًا من اليهود وقد كان برفقة نيقوديموس الذي هو من عظماء اليهود وقد جاء وتحدّث ليلًا مع يسوع (يو 19 : 38 – 39). لا يُذكر يوسف الرامي في الإنجيل، لا قبل هذا الحدث ولا بعده. إنّ مجيء هذا التلميذ "الهامشيّ" يظهر غياب التلاميذ الحقيقيين الذين كانوا مع يسوع منذ بداية حياته العلنيّة (مت 4: 18). لو لم يطلب يوسف جثمان يسوع لكان لا بدّ أن يُدفن في الفجوة العامّة كما كانت تجري العادة للمنفَّذ فيهم أحكام الإعدام. من الممكن أن يكون الدفن قد جرى سريعًا، لضيق الوقت، فموت يسوع كان حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر، وبقيت ساعتان تقريبًا فقط للمغيب. بالرغم من العجلة بيّن الإنجيليُّ الاحترامَ الكبير الذي تصرّف به يوسف الرامي مقابل الاحتقار الذي لقيه يسوع أثناء الصلب. فالقبر كان خاصًّا لعائلته، جديدًا، ومحفورًا في الصخر. والحجر الموصوف "بالكبير " الذي دُحرج على الباب له تبشيراته لحدث القيامة. أمّا بالنسبة للنساء، فنجدهنّ مواكِبات لتبشير يسوع في الجليل واليهودية، عند الصليب (مت 27 : 55) أثناء الدفن، وفي يوم القيامة (مت 28 : 1). لم يُخبر الإنجيلي عن شعورهنّ وأفكارهنّ وآلامهنّ إنما فقط يشير إلى وجودهنّ تجاه القبر وكأنّه يتساءل: "أين الرجال الأقوياء والتلاميذ الحقيقيين ؟"
تأمل في النص
لقد عاش المسيح على أرضنا كإنسانٍ حقيقي، وتّمم المسار الطبيعي لحياة البشر. يشكّل الدفن المرحلة الأخيرة بعد الموت، وبذلك يمكننا القول إنّ المسيح مات حقًا. فالقبر يلعب دورًا مهمًا في حياة يسوع: إنّه الشاهد على موته، أمّا فراغه من جسمانه يوم الأحد فسيصبح دليلًا هامًا على قيامته. يرمز يوسف الرامي إلى الكاهن الحقيقي الذي يحمل جسد الرب بكل وقار، وتعبّر النساء عن الأمانة التي على التلميذ أن يعيشها. أين نحن من احترام جسد الرب، وأين نحن من أمانتنا له وقت الصعاب؟
الفكرة الرئيسة
يشكّل الدفن المرحلة الأخيرة من حياة الإنسان المائت: فالمسيح مات حقًا، وقام حقًا!
صلاة
علّمني يا رب أنّ الحجر الموضوع على باب القبر سيُدحرَج وأنّ حبّة الحنطة إذا ماتت تعطي ثمرًا كثيرًا. لا تجعلني أتوقف أمام قبور هذا العالم لأبكي، بل ساعدني لأرى في رحمتك بزوغ قيامتي، آمين.
خذ قرارًا لهذا اليوم
Scripture
About this Plan

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More
Related Plans

God Gives Good Gifts to Everyone

The Woman of Faith

Find Your Purpose Where You Are

Three Cornelias: Navigating Loss With the Bible & Rembrandt

Reading With the People of God #14 Proverbs

Overcoming Emotional Overwhelm

The Pursuit of God

A Brighter Future: A 5-Day Devotional

One Minute, One Verse, One Prayer: Truth & Faith
