(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

يسوع يُعلِّم في سياق مفهوم الفريسيين الخاطئ للشريعة والتقاليد، فيركز على انتقاد معلمي الشريعة للآخرين في جميع الأحوال. يأتي المسيح بإيضاح من الحياة الاجتماعية في زمنه، وبالتحديد، لعبة كان يلعبها الصبية في الأسواق والساحات: كانوا ينقسمون إلى فريقين، فإذا فريق زمر، كان على الفريق الثاني أن يرقص، وإذا فريق ندب، على الفريق الثاني أن يبكي.

يسوع يقول: "زَمّرْنا لكُم فما رَقَصْتُم، ونَدَبْنا لكُم فما بكَيتُم." هو يعني بهذا أن أبناء هذا الجيل، وخاصة معلمو الشريعة، لا يعجبهم العجب، ومهما عمل الإنسان سيجدون طريقًا لانتقاده وتقريعه، بل ورفضه. جاءهم يوحنا المعمدان وهو يعيش حياة تقشف، فقالوا فيه شيطان، أي هو لم يأتِ من عند الله (راجع يو 7: 20 )؛ وكان يسوع يعيش حياة طبيعية في المجتمع، فيشارك الناس أفراحهم وأتراحهم، يجلس على مآدبهم ويتبادل الأحاديث معهم، فلاقى انتقاد معلمي الشريعة متهمينه على أنه أكول وسكير ...، وبالنتيجة رفضوا أن يقبلوا رسالة أي منهما. وينتهي يسوع إلى خلاصة متهمّة: كل عمل أو تعليم تتضح نوعيته من خلال نتائجه.

تأمل في النص

على الإنسان أن يقرأ علامات الأزمنة، وإشارات الحياة، وأن يستفيد من الفرص. جاء يوحنا المعمدان "يندب"، أي يوبخ الناس على خطاياهم ويدعوهم إلى التوبة، فما "بكوا" على خطاياهم ورجعوا إلى الله بل انتقدوا الرسول ورفضوا الرسالة، والسبب: طريقته لا تنسجم مع تعليم الشريعة. وجاء يسوع مفتتحًا الملكوت بفرح وبمشاركته الناس في ظروف حياتهم الصعبة محاولًا أن يحملهم على الدخول إلى الملكوت، فما لاقى إلا الانتقاد والرفض. لم يعرف أناس زمنه كيف يقرأون إشارات الحياة ويستفيدون من الفرص. يقول الرسول مقتبسًا من العهد القديم:

"اليوم إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم" (مز 95 : 7؛ عب 3: 7– 8).

الفكرة الرئيسة

الحياة تعطينا علامات وإشارات، علينا أن نُحسن قراءتها ونفهم معانيها ونتجاوب معها، نتحذر حيث التحذير، ونلبي دعوة الله عندما يدعونا، ونسير في ركب يسوع عندما يمر في دربنا.

صلاة

أعطني يا رب الحكمة لأتنبّه لإشارات الحياة، وأتبيّن حضورك وأسمع صوتك فيها.

خذ قرارًا لهذا اليوم