(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

هذا اتهام الفريسيين ليسوع عندما أخرج شيطانًا من أخرس. كان الناس، في زمن يسوع، يفسرون المرض، وخاصة الإعاقة الجسدية أو النفسية، بوجود شيطان في الإنسان المريض أو المعوّق. ويناء إلى هذا الاعتقاد دوّن كاتب النص الحدث بقوله: "أخرسَ، فيهِ شَيطانٌ ." وكانت عملية الشفاء تُفسر على أنها عملية إخراج الشيطان. كان حكم المريض أو المعوّق أو المجنون، أي المسكون بشيطان، أن يخرج من الجماعة ويعتزل العيش، بناءً لتعليم الشريعة على ما كانوا يعتقدونه. ولا يستطيع أحد من معلمي الشريعة أن يساعده بشيء. لذلك، عندما استطاع يسوع أن "يُخرج الشيطان منه" ويشفيه، اندهش الناس وأفادوا بأنهم لم يروا هذا العمل يحدث في إسرائيل من قبل. فأما الفريسيون، فوجدوا تفسيرًا لهذا مفاده أن يسوع استخدم رئيس الشياطين لإخراج الشيطان. طرحوا هذا التفسير لأنهم لم يجدوا في الشريعة ما يبرر العمل الذي قام به يسوع، فأسندوه إلى قوة رئيس الشياطين.

تأمل في النص

كان يجب على الفريسيين أن يتأنوا في الحكم على عمل يسوع حتى يروا النتائج. لكن الحقد والحسد كانا قد ملآ قلوبهم، فراحوا مباشرة إلى التفسير السلبي المشحون بالاتهامات الخطيرة. لقد وضعوا الشريعة، ومفهومهم للشريعة في أعلى سلم أولوياتهم. فأي معلم، يجب أن يسند تعليمه إلى الشريعة، ويجب أن يتم ذلك تحت مراقبتهم، وإلا... فها هم يحكمون على يسوع بالتعامل مع الشياطين. لكن، هل يعقل أن يستخدم يسوع رئيس الشياطين من أجل إخراج شيطان، كما يقول الكاتب في مكان آخر (مت 12 : 25 – 27). يبدو أن بعض أتباع الفريسيين كانوا يمارسون إخراج الشياطين (مت 12 : 27)، فلماذ لا يتهمونهم بنفس الاتهام الذي كالوه ليسوع؟ ذلك لأن أولئك يعملون تحت سلطانهم، أما يسوع فكان يسير بإرشاد أبيه. هل إذا تم عمل خير بواسطة آخر مختلف عنا نرفضه، ونتهم عامله بتهم بطالة؟ لو تم هذا، ليكون نابعًا ليس من محبتنا لله بل من أنانيتنا وتكبرنا كوننا نريد أن نحافظ على مصالحنا. مرة أخبروا يسوع بأن فريقًا آخر يبشر ويعمد ويخرج شياطين، فقال يسوع اتركوهم يعملون، لأن من ليس علينا فهو معنا (لو 9: 49 – 50). إن كل عمل ينمي قِيَم الملكوت وينشر الأخلاق الإلهية يجب أن نشجعه لأنه عمل يصب في تحقيق رسالة يسوع المسيح. إن انانياتنا ترفض نجاح الآخرين حتى ولو كانوا يعملون في الاتجاه الصحيح. علينا أن نحارب أنانياتنا ونُركز على ما يفيد بشارة الملكوت.

الفكرة الرئيسة

يسوع يعمل باستقلالية عن معلمي الشريعة، لذلك يتهمه هؤلاء باستخدام قوة الشيطان. لكن عمل يسوع عمل إلهي، وحاشا أن يتم هكذا عمل بقوة شيطانية. إن عمل الله يتم على الأرض بإرشاد روح الله، وعلي أن أمجد الله من اجل ذلك.

صلاة

إلهي! أبعد عني كل روح حسد في عملك، وساعدني كي أشجع كل من يعمل في حقلك ويجني الثمار الجيدة لمجدك.

خذ قرارًا لهذا اليوم