(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

يتألف لا 26 : 3– 46 من ثلاثة أجزاء رئيسية: بركات (آ آ 3– 13)، لعنات (آ آ 14 – 39)، ووعد بإعادة البناء (آ آ 40 – 45 ). البركات واللعنات في هذا الإصحاح تأتي في خاتمة الجزء الشرائعي للسفر وتأخذ الشكل التقليدي لخاتمة الشرائع والعهود والمواثيق والاتفاقيات في الشرق الأدنى القديم. وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى وجود نص مماثل في تث 28 وإلى تضمن النص للعديد من نقاط التلاقي مع حزقيال، إرميا وعاموس. البركات الموعودة في حال الالتزام بالشريعة هي أربعة: المطر في حينه (آ آ 4– 5)، السلام (آ آ 6– 8)، الإثمار (آ آ 9– 10)، ووجود الله (آ آ 11 – 13). أما اللعنات المعلنة في حال عدم الالتزام بالشريعة تقسم إلى خمسة مجموعات تتزايد في شدتها وتبدأ كل منها ب "وإن" في حال عدم العودة إلى الالتزام بالعهد. أما في حال العودة للالتزام بالعهد فيتضمن النص الوعد بإمكانية إعادة البناء للبقية الباقية (آ آ 40 – 45).

تأمل في النص

قد يبدو لا 26 : 3– 46 مع لعناته مرعبًا، لا بل وحتى مسؤولًا عن تقديم العلاقة مع الله على أنها علاقة شرطية. لكن علينا أن ندرك هنا أن النص لا يجب أن يؤخذ بشكل حرفي بل كنمط أدبي تقليدي لهذا النوع من النصوص في الشرق الأدنى القديم. كما أن علينا أن نأخذ الرسالة التي يعلنها النص، وهي أن التصاقنا بالله وتمتعنا بالحياة معه هي الطريق لكي نختبر بركاته في حياتنا. فهو يشرق شمسه ويمطر على الأشرار والأبرار على السواء (مت 5: 45)، لكن وحدهم من يؤمنون بالله يرون تلك الشمس وذلك المطر كعلامة على بركة الله ونعمته وعمله في حياة خليقته. ومن الملفت للنظر هنا أن لا 26 : 36 – 37 تعتبر أن الخوف والفشل، نتيجة للبعد عن الله، هما اللعنة الحقيقية.

الفكرة الرئيسة

نحن مدعوون لنعيش حياتنا مع الله ونسير رحلتنا فيها برفقته لأننا بذلك، وبذلك وحده، يصبح لحياتنا معنى ونستطيع أن نمتلك عيونًا وقلوبًا ترى وتدرك بركاته التي يفيضها في حياة خليقته وتتمتع بها.

صلاة

يا رب ما أحلى الحياة قربك، يا من بك نحيا ونتحرك ونوجد.

خذ قرارًا لهذا اليوم