(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص
اعتبر اليهود السبت رمزًا لله الذي يخلّص شعبه المختار. وصل اليهود إلى هذه الفكرة اللاهوتيّة في عيشهم للاختبار القاسي للسبي إلى بابل. لّما هاجم الملك البابليّ نبوخذنصّر أورشليم ودمّر هيكلها، ساق عظماء اليهود كعبيد إلى بابل. وأهل بابل، وإن كانوا وثنيّين، كانوا متدّينين جدّا ويهتمون بالتعرّف على كلّ إله جديد؛ لدرجة أنّ علماء الآثار اكتشفوا 1000 إله في هياكل المدينة. فلكلّ إله، بحسب معتقداتهم، قوّة معيّنة واختصاص محدّد في البركات أو الشفاءات أو النعم التي يقدر ذلك الإله على منحها للمتعبدين له. وهكذا، اعتقد البابليّون أنّهم بتجميعهم لأكبر عدد من الآلهة سيتمكّنون بالتالي من الحصول على أكبر عدد من النعم والبركات.
وهكذا، ومع وصول اليهود إلى تلك البلاد، سألهم البابليّون عن إلههم، بغية التعرّف عليه وعلى قواه. لم يأنف الوثنيّون من إضافة إله إسرائيل إلى مجموعة آلهتهم؛ ففي الزيادة إفادة. جاهر اليهود بإيمانهم أنّ إلههم هو إله الآلهة، خالق السماوات والأرض وهو القادر على كلّ شيء. طالب البابليّون بتمثال لإله إسرائيل ليعبدوه، فأخبروهم أنّ الله لا يعبد في منحوتة. فسألوهم: وكيف تتواصلون معه؟ فأجابوا: نحن نمتنع عن العمل يوم السبت ونكرّس النهار كلّه لله؛ وبهذا نحن نعبده ونخدم اسمه القدّوس.
خشي البابليّون إله إسرائيل وأرادوا إكرامه من خلال احترام إرادته، فسمحوا لليهود، بالرغم من أنّهم عبيد ولا حقوق لهم، بأن يتوقّفوا عن العمل يوم السبت ليكرّسوه لخدمة الربّ. وهكذا، وجد اليهود يوم السبت إمكانيّة الاستراحة من عناء العبودّية وأثقالها. أحسّ اليهود أنّ الربّ دّبر شريعة السبت ليساعد شعبه في محنته. الله ذكر شعبه المعذّب فدّبر لهم خلاص من أعبائهم، ليريحهم.
تأمل في النص
هذا الخلاص الجزئيّ الذي اختبره إسرائيل أيّام السبيّ في عيشه ليوم السبت، سيجد اكتماله الأخير في الخلاص النهائيّ الذي تمّمه يسوع المسيح في موته وقيامته. فجعل بذلك من يوم الربّ يوم الخلاص الحقيقيّ.
في هذا اليوم نحن مدعوّون أن نضع كلّ أعبائنا وهمومنا بين يديّ الربّ القدير الذي وهبنا بدمه كلّ خلاص. مهما ضاقت الأمور واشتدّت الصعاب وثقل الصليب على أكتافنا، نحن مدعوّون أن نفتح أعين إيماننا لنرى يد الله الخفية تحمل معنا الصليب وتبلسم جراحنا وتمسح كلّ دمعة من عيوننا. مهما اشتدّ الظلام لا يمكنه أن يقوى على ضوء شمعة تحطّمه؛ فكيف بنا بنور المسيح الذي أزال ظلمات الموت والجحيم.
الفكرة الرئيسة
شريعة الله هي شريعة الخلاص، وضعها الله ليمنحنا الراحة والسعادة. المؤمن الحقيقيّ يرى وجه الله حتّى في أحلك الظروف ويكتشف يده المحبّة ترفع عنه كلّ ظلم ومعاناة.
صلاة
اللهمّ أنت خلقتنا بفيض من حبّك وأعطيتنا كلّ ما هو لخلاصنا. اجعلنا يا ربّ قادرين على اكتشاف يدك التي ترافقنا في جميع حالات حياتنا لتمنحنا الخلاص. أعطنا أن نسلّمك حياتنا بكليّتها واضعين أنفسنا تحت فيض حبّك وعنايتك الإلهيّين.
خذ قرارًا لهذا اليوم
Scripture
About this Plan

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More
Related Plans

____ for Christ - Salvation for All

The Way to True Happiness

One New Humanity: Mission in Ephesians

Conversation Starters - Film + Faith - Redemption, Revenge & Justice

Identity Shaped by Grace

God, Not the Glass -- Reset Your Mind and Spirit

The Art of Being Still

Virtuous: A Devotional for Women

Following the Call of Jesus
