YouVersion Logo
Search Icon

(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأول

DAY 242 OF 365

شرح النص

يسأل يعقوب عن اسم الله، ولكنّه يرفض إعطاء اسمه. لم يقبل الله أن يعطي اسمه سوى مرّةً واحدةً لموسى، عندما دعاه لتخليص الشعب من عبودّية فرعون (خر 3: 14). فالاسم في الكتاب المقدّس له رمزّية كبيرة. فالاسم يدلّ على شخصيّة حامله، إذ في العهد القديم كان الأهل يختارون اسمًا لأولادهم يعبّر عن شخصيّتهم وعن الدور الذي يجب أن يلعبوه في الحياة. مثلًا نجد أن الإنسان الأوّل يحمل اسم آدم، أي أديم أي تراب، لأنّه اخذ من تراب الأرض. وحوّاء معنى اسمها أم كلّ حيّ لأنّها ستلد البنين وتعطي بذلك الحياة. من هنا نفهم أن يعقوب يريد أن يفهم من هو الله، يريد أن يعرف جوهره. ولكنّ الله يفوق كلّ فهم وكلّ تعبير. لا يمكن للعقل البشريّ أن يحدّ اللامحدود. لذلك يرفض الله إعطاء اسمه.

من ناحية ثانية، فإنّ الصغير هو من يعطي اسمه لمن هو أكبر منه أو أعلى منه أو أهمّ. إذا تقابلنا يومًا مع رئيس الجمهورّية فمن الطبيعيّ أن نعرّفه عن نفسنا. ولكن لن يعرّف هو عن نفسه. وحتّى إذا حاول فسنقول له فورًا: حضرتك أشهر من أن تُعرّف. لذلك أيضًا يرفض الله أن يعطي اسمه، فمن لا يعرف الله؟ والربّ يعرّف من خلال أعماله الخلاصيّة في كلّ الكون. لا بل أنّ الكون نفسه يحدّث بعظائم الله ويسبّح اسمه القدّوس. فإن لم يرى يعقوب وجه الربّ في كل تلك الآيات فهو أعمى ولن يفيده شيء أن ينطق الله اسمه أمامه.

وأيضًا، من يملك اسم شخص ما يمتلك بالتالي سلطةً عليه. إذا كنت أمشي في الطريق وسمع شخصًا ينادي: يا سيّد يا سيّد. يمكنني أن لا التفت إليه، على أساس أنّه قد يكون ينادي ايّ شخص آخر غيري. ولكن إذا سمعته يناديني باسمي فأنا مجبر على التوقف والالتفات إليه. معرفته لاسمي هي دليل على العلاقة السابقة بيننا أو أنّه صديق أو شيء من هذا القبيل. وهذه العلاقة تفرض عليّ واجب التوقّف للردّ على النداء. إذًا معرفة الاسم تعطيني نوعًا من السلطة على صاحب الاسم. ومن هنا نفهم أنّ الله يرفض إعطاء اسمه. فلا أحد يمكنه أن يتسلّط على الله أو ان يفرض عليه أيّ شيء أو أن يحدّ من حرّيته وخياراته.

تأمل في النص

يرغب الإنسان في الاستحواذ على الله. حتّى أن يكون الربّ له وحده دون سواه. وحتّى في الكتاب المقدّس، لطالما سمّى اليهود الربّ قائلين: يا إله إبراهيم واسحق ويعقوب. أي يا إلهنا نحن وليس إله الآخرين. طبعًا يتمنّى الإنسان أن يحصل على نعم الله كلّها، له وحده. ولكن هذا الموقف هو موقف أنانيّ لا يقبله الله. من هنا يرفض الربّ هذا المنطق، رافضًا بالتالي إعطاء اسمه وتسليم الإنسان أي سلطة عليه، تحدّه. وهذه هي رمزيّة أنّه في لحظة أسلم فيها الربّ يسوع روحه بين يديّ أبيه على الصليب، انشقّ حجاب الهيكل إلى نصفين، أي لم يعد تابوت العهد مخفيًّا بل ظهر لكلّ الناس. 

لم يعد الربّ محصورًا في شعب واحد، بل تحرّر من قدس الاقداس، الذي رأى فيه نوعًا من الحبس، لينطلق، أو بالأحرى يُطلق الرسل، إلى أربعة اقطار العالم. 

الفكرة الرئيسة

الله هو إله الجميع وهو حاضر معنا في كلّ أعماله وفي خليقته التي تسبّح اسمه وتحدّث بعظائمه.

صلاة

اجعلني يا ربّ قادرًا على رؤية وجهك البهيّ في كلّ في خلائقك وآيات مجدك. أشعرني حضورك الهائل في كلّ أعمالك الخلاصيّة. واجعلني اقبل أن أرتوي منك دون أن أحرم عطاش الأرض منك.

خذ قرارًا لهذا اليوم

Scripture

About this Plan

(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأول

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.

More