(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

يُذكَر هدف مثل الأرملة والقاضي في المطلع: وجوب المداومة على الصلاة. يعطي المثل صورة قاضٍ، بالرغم من أنَّه ظالم ولا يخاف الله ولا يهاب الناس، أنصف أرملة من خصمها ليتجنَّبَ إزعاجها. تحرَّك في إصدار الحكم من أجل لجاجتها وليس من أجل الإنسانيَّة.

هناك مثل آخر، أيضًا في إنجيل لوقا (الفصل الحادي عشر)، يستعمل صورة مختلفة ليُعبِّر عن الهدف نفسه. صديق يلبِّي حاجة صديقه لأجل لجاجته وإصراره. وهذا المثل يرد بعد الصلاة الرِّبيَّة للتركيز على أنَّ كلَّ مَنْ يسألُ من الآب ينالُ.

بالطبع، لسنا في هذَين المثلَين بصدد مقارنة بل مفاضلة. فإذا كان القاضي والصديق يُعطيان الأرملة والصديق من أجل اللجاجة، فَكم بالأحرى الآب السماويّ. فالمفاضلة تقتضي بأنَّ الإنسان يُلبِّي حاجة الآخرين لأسباب بشرَّية سطحيَّة، أمَّا مع الآب السماويّ فَرحمته هي التي تجعله يتحرَّك، لا بل يسرع، من أجل إنصاف سائليه.

تأمل في النص

قد يتناقض تطبيق هذا المثل على الله مع خبراتنا الروحيَّة التي لا ترى في معظم الأحيان كيف أنَّ الله يسرع لإنصافنا! أيضًا، هُناكَ مقولة يستِشهِدُ بها مُعظمُ المؤمنين: "مَنطِق اللهِ يختَلف عن منطق البشر". يُستعمَل هذا القول لتبرير عدم فهمنا لعمل الله معنا. مِن مُقوِّمات أيِّ عَملٍ هُناكَ "الهَدف" و "طريقة تنفيذ العمل". في علاقة اللهِ بنا قد تفوُتنا طَريقة التتميم لكن الهدف واضح. كلّ ما يعمله الله هو في سبيل خير الإنسان. إنَّها دعوة للاستسلام لمشيئةِ اللهِ لأنَّ مَشيئته خلاصيّة.

يُنهي يسوع هذا المثل بصرخة كبرى تهزّ كياننا: هل يجد يسوعُ ابنُ الإنسان إيمانًا عند عودته؟

هل ذهَبَ هدف تجسّد يسوع سدى؟ هل نؤمِن بما كشفه لنا يسوع عن الآب؟ أم هل لنا إله خلقناه نحن؟ إذا تمهَّلَ الله في إنصافِنا هل نُواصلُ إيماننا به؟ هل تؤمِن أن الله آبٌ محبٌّ لا يرغب إلّا في كلّ ما هو لخيرنا وخلاصنا؟ ضع ثقتَكَ فيه ليتمجَّدَ يسوع بك.

الفكرة الرئيسة

التسليم المطلق لمشيئة الله الآب الضابط الكلّ: مَعه كلُّ شيء يؤول لخلاص الذين يحبُّونه.

صلاة

أعرف يا ربُّ أنَّك تستجيب لي، ولكنِّي أجهل طريقتك في تحقيق طلباتي. طلباتي كثيرة يا ربُّ، لكنِّي أعرف أنَّك ترى أبعد مِمَّا أتوقَّعه.... طلبتي واحدة: حَقِّق يا ربُّ فيَّ ما يؤول إلى خلاصي.

خذ قرارًا لهذا اليوم