(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

علّم يسوع تلاميذه جوهر الصلاة في "الأبانا"، فأعلن أنّها ليست تردادًا لكلمات حفظتها الذاكرة، وليست أفعالًا روتينيّة ناتجة عن عادات مفروضة، كما أنّها ليست فرديّة بل شاملة تحمل في طيّاتها كل الأخوة والأخوات لأنّها علاقة بنوّة وصدقة حميمة ودائمة مع الرب.

وها هو الآن يعلّم كيفيّة الصلاة ويدعو إلى اختبار هذه العلاقة بالله. يرسي يسوع أركانًا ثلاثة للصلاة تقوم على السؤال: "إسألوا"، والطلب: "أطلبوا "، وقرع الباب "إقرعوا". في السؤال يتنبّه الإنسان إلى النقص الذي يعاني منه؛ وفي الطلب يتنبّه الى حاجته الضروريّة؛ وفي قرع الباب ثقة بأن له صديق يصغي إلى ما يحتاجه وما ينقصه ليلبّي ويعطي. فمن خلال هذه الأركان الثلاثة يحثّ الرب المصلّي على المثابرة، واكتشاف حقيقة الذات، والتفكير لتحديد رغبة القلب قبل الشروع في الصلاة. حينها تصبح الصلاة مناجاة قلب عميقة مبنيّة على الجرأة بالتوجّه إلى الآب السماوي، والثقة بأبوّته.

تأمل في النص

أن نسأل هو أن نبحث ونثابر في بحثنا، وأن نقرع يتطلّب جرأة لإزعاج الآخر وحثّه على أن يفتح لنا. إن نحن فكّرنا بطريقة صلاتنا لعرفنا أنّنا سرعان ما نملّ فلا نلجأ إلى الصلاة إلّا عند الحاجة، وفي أوقات متقطّعة، أو بحسب الروتين المملّ. أما يسوع فيطلب منّا الوعي العميق لرغبات قلبنا، ولحاجتنا إلى المساعدة. حاجتنا تقودنا لنعرف أنّنا بحاجة إلى الله. لكن يسوع يؤكّد بأن هذه الحاجة لا يجب أن تؤدّي بنا إلى القلق والخوف لأن الرب حاضر دومًا لملء فراغنا ونقصنا.

علينا أن نتعلّم يوميًا كيف نصلّي بثقة الأولاد أمام أبيهم الذي في السماوات. ليس من أب يهزأ بأولاده، بل يتنبّه إلى حاجاتهم ليعطيهم ما هو أفضل، لكن يبقى أن على الأولاد أن يتكلّموا مع أبيهم!

الفكرة الرئيسة

صلاة المسيحيّين هي علاقة ثقة مع الله الذي يعرف حاجة أولاده، لكنّه يهتمّ بأن يتحاور معهم ويسمع منهم نقصهم وطلب مساعدته لهم. هو الحاضر دومًا ينتظر أن يفتح لمن يقرع بابه.

صلاة

يا ربّي، علّمني أن أصلّي.

خذ قرارًا لهذا اليوم