مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيExemple

~ شرح النص ~
لم يتأخّر تحقّق نبوءة يسوع حول الاضطهادات التي ستصيب تلاميذه بعد صعوده إلى السماء (لو 21: 12–19)، وهذا ما عاد كلّ من بطرس ويوحنّا لإخباره إلى سائر الرسل: لقد بدأت أولى بوادر الاضطهاد في عمليّة سجن الرسولين واستجوابهما بشأن أعمال التبشير والشفاء. لن يُضعِف ذلك جماعة التلاميذ الحاضرة بل سيحثّهم على الابتهال بقلب واحد ( آ 24) إلى الله لا لرفع وابل التنكيل والأذيّة عنهم إنّما لطلب جرأة الشهادة في ظلّ هذه التهديدات ولاستمطار الأعاجيب والشفاءات باسم يسوع (آ 30). يعيدنا هذا النوع من الابتهال إلى النسق الذي كانت تُرفع فيه الصلوات في العهد القديم لاستحضار العضد الإلهيّ (2مل 19: 15–19؛ إش 37: 15–20). كذلك الأمر يقتبس المصلّون كلماتهم من مز 2: 1–2 الذي كان يقرأه كلّ من اليهود والمسيحيّين الأوائل على ضوء التفاسير المسيحانيّة. أفاضت هذه الصلاة القلبيّة نعمة الروح القدس الذي تجلّى حضوره من خلال اهتزاز المكان كما جرى مع إيليّا النبيّ حينما استدعى الربّ الإله في جبل حوريب حيث تحرّكت الطبيعة بزلزال (1مل 19: 11). وقد نال الرسل نعمة فوق نعمة إذ امتلأوا بالروح القدس في عنصرة متكرّرة ليتشدّدوا في مسيرة إعلان الشهادة ويقفوا دون خوف في وجه المتغطرسين والأشرار.
~ تأمل في النص ~
“وأنتَ متى رجعت، ثبّت إخوانك” (لو 22: 32). كان بطرس ويوحنّا أوّل من ذاقا مرارة الاضطهاد من بين تلاميذ المسيح؛ وفي هذه المعركة الأولى، تجلّت حكمة الرسولين سيّما بطرس الذي تميّزت شهادته بالجرأة والصراحة (4: 8–12)، فوقف بكلّ شجاعة في وجه من صلب المسيح دون خوف أو وجل، وأثبت عن حقّ عودته عن نكران سيّده وأهليّته لتثبيت إخوته كي يتشدّدوا به، وما الصلاة التي رفعها الإخوة المسيحيّون بقلب واحد سوى دليل على تكاتفهم في وجه التحدّيات وتمسّكهم بموقف بطرس وجرأته الحديديّة. قد لا نُساق اليوم إلى محاكم دينيّة تتّهم إيماننا ولكنّنا عرضة دائمة في عالمنا المعاصر لأيديولوجيّات شتّى تهدّد مبادئنا وتدعونا للتنازل عن إيماننا باسم التحرّر؛ ونحن أيضًا عرضة في عالم التكنولوجيا والاكتشافات الحديثة للمجهَريّة العلميّة التي تدقّق في قناعاتنا وتتحدّاها باسم المنطق العلميّ؛ ففي هذه الحال لا نذهبنَّ بعيدًا في التفتيش عن ردود مضادّة ندْحض بها تعدّيات خصومنا ولا نتّكلنّ على حكمة بشريّة موبوءة بكبريائنا بل لِنتّكئْ على إيمان من بكى تجربة النكران بكاء مريرًا (لو 22: 62)، ثمّ عاد ليثبّتنا جنودًا للخلاص ولنطلبْ من ملك السلام على غرار المؤمنين الأوائل أن يمُدَّنا بروحه القدّوس لنعلن الكلمة بكلّ جرأة ونجري العجائب والآيات لمجد اسم القدّوس ( آ آ 29–30).
~ الفكرة الرئيسة ~
سبقنا بطرس إلى ساحة الاضطهادات فأعدّ لنا إكليل المجد وأثبت لنا بأنّ الإيمان هو أقوى من الخوف وبأنّ الموت لا ينتزع منّا الحياة وبأنّ كلمة الحقّ هي أمضى من السيف؛ وسنّ قانون البشارة الذي يجعل اسم يسوع فوق كلّ إعتبار، فحذا حذوه سائر المؤمنين ودخلوا في غمار هذا الإرشاد الرسوليّ الذي ينادي بالخلاص باسم يسوع وحده.
~ صلاة ~
لتكن صلاتي في هذا اليوم أن أعلن على خطى بطرس كلمتك بجرأة دون خوف أو تردّد. آمين.
~ قرار اليوم ~
Écritures
À propos de ce plan

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
Plans suggérés

ILLIMITÉ

Les 3 formes de sorcellerie que tout chrétien devrait connaître

Quatre disciplines oubliées qui transforment votre vie spirituelle

Trouver l’équilibre (partie 2)

Les portes démoniaques

Les 5 choses qui BRISENT le coeur du Saint-Esprit

Gérer son stress (partie 2)

Dieu Parle Aussi La Nuit

Reconnaître la voix de Dieu
