(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولMfano

شرح النص
يشتعل قلب إبراهيم حبًا ورأفةً على الخطأة. يحاول استرضاء الله، علّه يعفو عن سدوم. وهو يستخدم كلّ ما له من صداقة وداليّة على الربّ، لدرجة أنّه يسمح لنفسه بتحديد الحلال والحرام: "حرام عليك أن تفعل مثل هذا الأمر". يتوقّع القارئ أن يثير موقف إبراهيم هذا غضب الله وتأنيبه، ونتفاجأ أنّ الله جارى إبراهيم في تفكيره حتّى النهاية. فالله معجب بالمحبّة التي يظهرها خليله نحو الخطأة؛ هذا ما يريده الله بالفعل. من ناحية ثانية، يريد الربّ أن يفهمنا أنّ كلّ ما يقوم هو نابع من محبّته التي لا حدود لها. فإبراهيم يحاول أن ينقذ المدينة ولو بحفنة من الأبرار، خمسين صدّيقًا أو أقل. يصل إبراهيم إلى عشرة ويتوقف خجلًا من وضع الخطيئة المذري. ولكنّ الله مستعد أن يصل حتّى إلى واحد. الله لا ينظر إلى الأعداد بل فقط إلى قلوب البشر. تدمرت سدوم لأنّه لم يعد فيها أي شيء من الخير. إذًا، من الذي دمّر سدوم؟ هي دمّرت نفسها، بخطاياها. يريد الربّ أن يفهمنا أنّ الخاطئ هو من يدمّر نفسه وليس الله هو سبب الدمار.
تأمل في النص
يتكّل الإنسان مرارًا على رحمة الله أنّه يغفر الخطايا، مهما كانت كثيرة، بفيض من حبّه الذي لا ينضب. والحقيقة أنّ الله يفعل ذلك للتائبين. ولكن ينسى الإنسان أنّ الخطيئة هي كالشرك، متى وقع فيه الإنسان فخروجه منه ليس بالأمر الهيّن. التوبة مكلفة. تحتاج إلى جهد وتغيير مسيرة كما تحتاج إلى تعويض عن الإساءات التي سببناها. ليست التوبة كلمة ودمعة وبعض عواطف في القلب. بل هي رحلة للخروج من أدغال الخطيئة المميتة.
لذلك، لا يستهيننّ أحد بالخطيئة، متّكلًا على رحمة الله. هذه تجربة شيطانيّة تسهّل لنا السقوط، لنكتشف من ثمّ صعوبة العودة إلى حيث كنّا. يأتينا الشرّير بثوب حمل، ومتى وقعنا في براثنه نكتشف أنّه ذئب خاطف.
ورغم كلّ شيء، لا يتخلّى الله عنّا حتّى في أعماق خطيئتنا. ها هو عند الباب واقف، يقرع، ينادينا إلى التوبة، ويسير معنا خطوةً خطوة في مسيرة صعودنا نحو البيت الوالديّ، نحو الملكوت. لا يوجد على الأرض من يحبنا أكثر من أبينا السماويّ. طبعًا، هو يفرح عندما نصلّي لبعضنا البعض، خاصّةً للضعفاء بيننا؛ فهذه علامة المحبّة التي أوصانا بها. إنّما علينا أن ندرك تمامًا أنّ الله لا يفعل الشرّ أبدًا، بل هو دومًا نبع الخير، كلّ الخير. الشرّ يفعل الشرير ويستجلبه الإنسان على نفسه بخطاياه.
الفكرة الرئيسة
صلاتنا للخطأة دليل على المحبّة التي تسكن قلوبنا. والخاطئ يدمّر حياته بخطيئته.
صلاة
أعطنا يا ربّ أن نفهم شناعة الخطيئة وأن لا ننغرّ بإغراءاتها الزائفة. لا تدخلنا في تجاربها، لأنّ سقوطنا سهل بل كنْ أنت حارسنا. علّمنا أن نحمل بعضنا بعضَا في الصلاة فتكون محبتنا سورًا لنا.
خذ قرارًا لهذا اليوم
Andiko
Kuhusu Mpango huu

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More