(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولMfano

شرح النص
سارة، الزوجة المحبّة والمتألّمة لعقمها، متألّمة أيضًا من أجل إبراهيم. وهي ترى بوارق الأمل في عينيه ودموع الحسرة يخفيها في حنايا قلبه. سارة لم تعد تحتمل أن تكون هي سبب كلّ هذه المعاناة. تفكّر في حلّ، وتعود بها الذاكرة إلى وطنها الأم، إلى أور وحرّان، في بلاد ما بين النهرين، حيث القانون الساري في ذلك الزمان كان قانون حمورابي الشهير. وسارة تعلم أن هذا القانون يجد حلًّا للرجل الذي زوجته عاقر، إذا أراد أن يحتفظ بها وأن لا يطلّقها. يسمح حمورابي للزوجة العاقر أن تعطي جاريتها لزوجها، فينجب منها ولدًا للزوجة العاقر. يبقى السؤال الأهمّ، لماذا لا يعتبر الكتاب المقدّس اسمعيل ابن الوعد؟ الأمر عائد إلى أسباب ثلاثة: أوّلًا، اسمعيل وُلد تبعًا لقانون وثنيّ، قانون حمورابي، وليس بحسب شريعة الربّ. لذلك فهو ليس ثمرة العهد ولا يحمل بالتالي صفة ابن الوعد. هو حلّ فبركته سارة لترتاح من هذا المشروع ولتريح زوجها المستميت ليحصل على ولد. ثانيًا، يبقى اسمعيل، هو أيضًا، علامة قلّة إيمان إبراهيم، أو على الأقلّ قلّة صبره. فهو قبل مشروع زوجته لأنّه يريد أن يحصل على ولد، حتّى ولو لم يكن حسب مشروع الله. لذلك فاسمعيل سيبقى نقطة سلبيّة في مسيرة إبراهيم الإيمانيّة. ثالثًا، دعونا نفكّر قليلًا: لماذا وعد الله إبراهيم بولد؟ لأنّه لا ولد له. ولماذا لم ينجب إبراهيم ولدًا؟ لأنّ سارة عاقر. إذًا المشكلة هي في سارة وليست في إبراهيم. والتدخّل الإلهيّ يجب أن يكون مع سارة وليس مع إبراهيم وحده. فإبراهيم لا يحتاج لتدخّل إلهي من أجل إنجاب ولد. من هنا نفهم أنّ الوعد الإلهيّ كان لإبراهيم ولسارة على حدّ سواء. ونكتشف مرّةً ثانيةً كرامة المرأة في الكتاب المقدّس ومساواتها للرجل. لقد بارك الربّ الحبّ الذي جمع إبراهيم وسارة رغم ألم العقم الذي اصابهما. وبارك التزام إبراهيم بزوجته في السرّاء والضرّاء. ويريد الربّ أنّ يظهر بركته في قلب هذا الحبّ وهذا الالتزام.
تأمل في النص
في كثير من الأحيان نفرض على الله حلولًا ونقنع أنفسنا أنّها هي إرادة الله. ولكنّ الله لا يغشّ ولا يُغشّ. لا يمكننا أن نغيّر الحقيقة. يدعونا الله أن نفتح قلوبنا على نوره هو وحده، حتّى وإن كان الامر صعبًا ويتطلّب منا حمل صلبان ثقيلة أحيانًا.
من ناحية ثانية، يجب أن نبتعد عن كلّ حلّ يريحنا على حساب راحة الآخرين؛ كما فعل إبراهيم عندما لم يقدّر الم سارة وهي تعطيه جاريتها كزوجة. مشروع الله لا يمكن أن يكون على حساب أحد. لا ينتج عن الله سوى الخير لجميع البشر.
وأخيرًا، يبحث الله عن الحبّ الصادق والأمين، كحبّ إبراهيم وسارة، ليؤسّس في وسط هذا الحبّ مشروعه الخلاصيّ. فالله محبّة. وكلّ حبّ حقيقيّ هو رحم تولد فيه رحمة الله العظيمة. من يتمسّك بالحبّ الصادق يتمسّك بالله نفسه. ولا يمكن لمن يجد الله أن يخسر، بل هو نال أعظم جزاء ممكن.
الفكرة الرئيسة
لا يمكن لشريعة الحقّ أن تتماشى مع ما لا يتوافق معها من شرائع. لا يمكن للخير أن يولد من قلب ظلم أو ألم أسببه للآخرين. فكر البشر يجب أن يطيع فكر الله، لأّنه هو الخير الحقيقيّ.
صلاة
طهّر يا ربّ قلوبنا من كلّ ما يزيغنا عن الاستماع لك. لا يجعل قلوبنا الضعيفة تتوهّم أنّه خارج عنك يوجد خير. أنت وحدك نبع كلّ خير. اجعل عيوننا مفتوحة على كلّ من هم حولنا، فلا نبني سعادتنا على تعاسة الآخرين. اجعلنا نؤمن أنّك أنت تحضّر ما يسعد الكلّ ويبني الكلّ.
خذ قرارًا لهذا اليوم
Andiko
Kuhusu Mpango huu

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More