(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولMfano

شرح النص

يرى إبراهيم رؤيا غريبة: الله، على شكل أتون نار، يمرّ بين حيوانات مذبوحة إلى أنصاف وموضوع قبالة بعضها. الله يمرّ على دمّ الذبائح. لا يمكننا فهم هذه الرؤيا إلّا من خلال فهم عادات بلاد ما بين النهرين، من حيث انطلق إبراهيم. ففي تلك الأصقاع هناك عادة اجتماعيّة تسمّى "عهد الدمّ ". عند عقد أي اتفاق أو عهد من أي نوع كان، كان المتعاقدين يذبحون حيوانًا ما إلى نصفين، يضعون النصفين تجاه بعضهما، بحيث يسيل الدم في الوسط. ويقف كلّ منهما عند طرف من أطراف الحيوان المذبوح. يمرّان في وسط الحيوان، كلّ منهما تجاه الآخر، وهما يرددان عبارةً، تسمّى "عبارة العهد " :" ليفعل بي الإله كهذا الحيوان إذا أنا خنت العهد". إذًا هو نوع من الحلفان بأن لا يخونا العهد. وللتأكيد، يطلب كلّ منها من الآلهة أن تقتله، أن تشطره نصفين، في حال الخيانة. إذًا، يقيم الربّ "عهد دمّ" مع إبراهيم، عهد بأنّه سيعطيه ولدًا من صلبه.

يبقى علينا ان نحلّل تفاصيل ما يقوم به الله. إذا كان الربّ يمرّ بين الحيوانات المقطوعة، فهو بالتالي يجب أن يقول العبارة المرافقة لعهد الدم! إذًا، يجب أن يقول الله: "لتفعل بي الإله كهذا الحيوان إذا أنا خنت العهد". ولكن بما أنّه هو الإله الوحيد فهو بالتالي يقول: "سأفعل أنا بنفسي هكذا" أي أنّه يقول: "سأقتل نفسي إذا لم أعطيك ولد"! عبارة تصدمنا كثيرًا وعلينا بالطبع أن نفهم معناها.

إذا لم يولد اسحق هل سيتأذّى الله؟ نعم. ولكن كيف؟ الله دعا إبراهيم لا ليؤمن به هو وحده، بل ليكون إبراهيم رسول الله إلى جميع الأمم. فإذا أراد إبراهيم أن يبشّر الأمم، يجب أن يدعوهم إلى اّتباع إله صادق، يفي بالوعود. لذلك، إذا لم يولد اسحق، سيكون الله كاذًبا، ولن يتمكّن بالتالي إبراهيم من التبشير باسمه. إذا لم يولد اسحق، سيخسر إبراهيم ولدًا، ولكنّ الله سيخسر جميع البشر. لذلك لا يمكن أن لا يحقّق الله ما وعد به، لا يمكن أن لا يكون الله صادقًا وأمينًا.

كما يصدمنا في هذا النصّ أنّ الله وحده يمرّ بين الحيوانات المقطوعة، دون إبراهيم. فإذًا الله وحده يقطع هذا العهد. الله لا يمكنه أن يتراجع عن مشروعه الخلاصيّ حتّى ولو خان الإنسان العهد. عندما يتخلّى الإنسان عن الله يخسر هو الملكوت. أمّا مشروع الله في نشر الخلاص فلا يمكن لأحد أن يوقفه.

تأمل في النص

نحن مدعوّون إلى اكتشاف مدى الترابط بين حياة الله ومشروعه الخلاصيّ. لا يمكن لهذا المشروع أن يفشل. لا يمكن أن لا يحقّق الله ما وعدنا به. حياة الكنيسة هي من حياة الله. طالما هو حيّ فهي باقية، لن تقوى عليها أبواب الجحيم. قد نُضرب كثيرًا ونضطهد كثيرًا. ولكن الكنيسة مستمرّة وتلد البنين الجدد للإيمان، تلدهم لله. حلف الله بحياته أن يخلّصنا. فلا نخافنّ إذًا من كلّ من يهددنا، ومن كلّ من يتوعّدنا بذوبان الكنيسة والمؤمنين. الكنيسة موجودة في حدقة عين من مات من أجل تأسيسها.

الفكرة الرئيسة

أقام الربّ كنيسته بعهد دمّ أبديّ، لا يمكن لقوى الشرّ أن تقوى عليها. علينا أنّ نؤمن بهذا.

صلاة

لا تسمح يا ربّ للشرير أن يزعزع ثقتنا بكنيستك وبالخلاص الذي أعددته لنا. اجعلنا دومًا نرى أن خلف كلّ ليل أنت تهيئ شمسًا بهيّةً تشرق بها علينا. لن يقوى الظلام على نور وجهك يا ربّ.

خذ قرارًا لهذا اليوم