(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولMfano

شرح النص

لقاء مميّز بين إبراهيم والربّ العليّ، الذي يأتيه عبر ثلاثة ملائكة. يتخّذ الله هذه الرمزّية لأنّ رقم ثلاثة في الكتاب المقدّس يرمز إلى الخلاص. فالله الآن آتٍ ليخلّص. طبعًا نعلم أنّ لوط في خطر بسبب الدمار الذي سيحلّ بسدوم وعمورة. ولكن أيضًا سارة في خطر أن تموت دون إنجاب ولد كما أنّ إبراهيم في خطر أن يفقد إيمانه بسبب طول انتظاره لهذا الولد الموعود. والربّ لا يتباعد أبدًا عن مؤمنيه في أوقات محنتهم الصعبة. يأتي الله حاملًا راية الخلاص ليلاقي من ترك أرضه وعشيرته وبيت ابيه ليتبع الله في مغامرة الإيمان.

يلفت نظرنا كرم إبراهيم تجاه ضيوفه الإلهيّين واهتمامه بخدمتهم بكلّ إكرام وتبجيل، رغم جرح قلبه من عدم تلبية صلاته أن ينال الولد. هذا التصرّف يشير إلى أنّ إبراهيم يعي أنّه لن يتمكّن دومًا من فهم مخططات الله الخلاصيّة؛ ولكن ذلك لا يجب أن يودي به إلى التصرّف مع الله بطريقة غير لائقة. على الإنسان أن يثق بحكمة الربّ ودرايته، هو من يرى كلّ شيء من علو ويرى ما لا يمكن للإنسان أن يراه. لذلك فمعرفة الله تعلوا جدًا فوق مدارك البشر. والإنسان مدعوّ للإيمان بما يفوق إدراكه. لأنّه سبق واختبر محبة الله وحكمته.

تأمل في النص

كلنا بحاجة ماسّة إلى خلاص الله. لكلّ منّا حاجة يحمله أمام العرش الإلهيّ، نضعها بين يديه، ونسمع صوته في أعماق قلوبنا يبشّرنا بانه لا بدّ أن يستجيب حاجاتنا؛ لأنّه هو أبونا الذي يحبّنا ويعتني بكلّ ما نحتاج إليه. والإنسان مدعوّ بالتالي أن يتحلّى بالصبر الذي يثبت إيماننا بالله وثقتنا بمحبّته وتدابيره.

نرى في بعض الأحيان أشخاص يفقدون صبرهم ويتذمّرون على الربّ، وللأسف البعض منهم يفقد الكثير من إيمانه ويقطع علاقته بالربّ الخالق والمخلّص. مواقف كهذه تضرّ بنا لأنّها بالحقيقة ليست سوى تجربة من الشيطان الذي يسعى جاهدًا لإبعادنا عن الربّ.

أمام السؤال الذي يدور دومًا في بالنا: لماذا تتأخّر يا ربّ؟ يجب أن نسمع جوابه: هئنذا في قلوبكم وأعمل جاهدًا على بناء الخلاص الذي تحتاجونه. ولكن البناء يحتاج الوقت اللازم. والإنسان القاصر النظر، بسبب محدوديّته، غير قادر على فهم وتحديد تلك الأزمنة. لذلك، أنا مدعوّ أن أسلّم ذاتي بين يديّ الربّ، لأنّي اختبرت مرارًا محبّته وخلاصه وأنّه لن يتخلّى عنّي يومًا.

الفكرة الرئيسة

يعلن الله صراحةً أّنه إله الخلاص للجميع. يجدر بالإنسان التمسّك بحبل الله رغم كلّ شكوكه.

صلاة

أرنا يا ربّ خلاصك ولا تسمح للشرير عدوّنا أن يزعزع إيماننا واّتكالنا عليك. اجعلنا يا ربّ نتذكّر دومًا كلّ ما فعلته معنا في تاريخنا الشخصيّ حتّى تقوّينا تلك الذكرى على التجارب القاسية.

خذ قرارًا لهذا اليوم