(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولMfano

شرح النص

بعد عبور البحر، سار الشعب مسافة ثلاثة أيام في صحراء سيناء ولم يجدوا ماء. ل "ثلاثة أيام" رمزية في العهد القديم، هي درب اللقاء بالله (أنظر تك 22 : 4). سائرون نحو الله، ووقعوا في العطش! ولما وجدوا الماء، كان مرًا. يا لها من مفارقة! يظن الشعب أن الحل يكمن في إلقاء اللوم على موسى. وموسى صرخ إلى الرب؛ هكذا يفعل القادة. وأشار لله إلى شجرة، ما إن وضعها موسى في الماء حتى صار عذبًا. من الطبيعي أن يجد المرء ماءً غير صالح للشرب (مرّ) في مستنقعات الصحراء، وكانت توجد وسائل بدائية لتنقيته مثل تصفيته بورق الشجر أو أغصان الشجيرات البرية. استخدم الكاتب الُملهم هذه الصورة كدلالة لعناية الله بشعبه في البرية. وسيرى آباء الكنيسة في هذه الصورة رمزًا للصليب.

هناك تلقى الشعب رسالة من الله: أطيعوني تنجون نفوسكم من ضربات المصريين. ثم وصل الشعب إلى واحة واستراحوا فيها.

تأمل في النص

رحلة الشعب في البرية شبيهة برحلة الحياة؛ ننتقل فيها من محطة إلى أخرى، بعض المحطات مريحة وبعضها الآخر "مرة". والرب يكون معنا في جميع المحطات، المرة والحلوة. حضوره يُحلّي المر، ويزيد الحلو حلاوة. إن طاعتنا الله وتطبيق تعاليمه التي تقوم على المحبة والغفران توفر علينا الكثير من المشاكل في الحياة.

لا نستطيع أن نرى في الشجرة التي حولت المياه من مرة إلى عذبة إلا رمزية الصليب. بطرس، في رسالته، يدعو الصليب "خشبة " أو "شجرة" ( 1 بط 2: 24). الصليب آلة للإعدام، وعلامة لعنة (تث 21 : 23)، ولما صار المسيح "لعنة " لأجلنا (غل 3: 13) صار الصليب علامة بركة ووسيلة لتطهير النفس من الخطايا وتأثيراتها علينا. الصليب في الحياة أمر مؤلم، لكن مشاركة المسيح في آلامه، فضلا عن أنها تعطينا الفرح الحقيقي، تقودنا إلى القيامة الحقيقية.

الفكرة الرئيسة

إن طاعة الله وقبول الصليب توفر على الإنسان الكثير من المصاعب فضلًا عن أنها تطهر النفس من مرارة الخطايا والشرور.

صلاة

اللهم! أشكرك على المحطات الحلوة في الحياة، وأطلب حضورك معي في المحطات المرة، لأن صليبك يجعلها حلوة.

خذ قرارًا لهذا اليوم