(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولMfano

شرح النص

راحت سكرة انتصار عبور البحر، وجاءت فكرة الحاجة والجوع في البرية. كعادتهم عند مواجهة الصعاب، يلقون باللائمة على موسى وهرون ويعتبرون أنهما ظلماهم بإخراجهم من مصر، مدعين أنهم كانوا عند قدور اللحم، وهذا كذب وتدجيل، بل كانوا تحت سياط السخرة. عند الصعاب، عند الإنسان ميل طبيعي أن يُلقي باللائمة على الآخرين، وهي وسيلة خاطئة لمواجهة الصعاب. إن مشروع الخروج هو مشروع الله، ورفضه هو رفض الله. لكن الله لا يتوقف عند قصر نظر الإنسان، وها هو يعطيهم الخبز واللحم في البرية: المن والسلوى. كانت هذه موجودة في البرية ويرى الكاتب فيها تدبير الله لشعبه. على الشعب أن يستفيد من هذه الموارد "الإلهية" بشروط ثلاثة:

المشاركة والقناعة وحفظ السبت.

تأمل في النص

الأرض مليئة بالموارد والخيرات الموضوعة لخدمتنا، وما علينا إلا أن نعمل على جمعها وشكر الله عليها لأنه علامة محبته لنا وعنايته بنا. في استفادتنا من موارد الأرض، نواجه ثلاث تجارب: الأولى عدم العدل، القوي يسلب حق الضعيف؛ الثانية الطمع، فتصبح موارد الأرض غايتنا الأولى في الحياة ونجمع منها أكثر من حاجتنا بكثير، فتتحول لتصير وثن نعبده؛ والثالثة إهمال الرب وشريعته، فمع الأكل والشبع والتخزين ننسى الله وحاجتنا إلى عنايته. المن الحقيقي هو يسوع المسيح (يو 6: 32 – 65) واختزان تعاليمه وقبول عمله الفدائي وتناول جسده ودمه (حياته) يغذي نفوسنا ويمنحنا الحياة الأبدية.

الفكرة الرئيسة

الغذاء الذي نتغذي به للحياة الأبدية هو الرب يسوع المسيح الحاضر في تعاليمه وسر الإفخارستيا وعمل الروح القدس فينا.

صلاة

اللهم! بينما أنا أجول في صحراء هذا العالم أشكرك من أجل خبز الحياة الذي تؤمنه لي.

خذ قرارًا لهذا اليوم