مع"نيكي غامبل"الكتاب المقدس في عام واحد 2025Sample

كيف تقرأ وتفهم الكتاب المقدس

عند قراءة ومحاولة فهم الكتاب المقدس، لديك ثلاثة مساعدين. أولا، لديك الروح القدس (1كو2:2-16). ثانيا، لديك الكنيسة. سأكون مغرورا لو ظننت أن الروح القدس يتكلم معي فقط. لقد تكلم مع الآخرين في التاريخ وهو مستمر في التكلم مع شعبه. يصلي بولس "حَتَّى تَسْتَطِيعُوا أَنْ تُدْرِكُوا مَعَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ" (أف18:3). ثالثا، لديك فرصة الاستفادة من المنطق – عقلك. يشجع بولس كل عضو من الكنيسة على أن "لْيَتَيَقَّنْ كُلُّ وَاحِدٍ فِي عَقْلِهِ" (رو5:14). في تفسير الكتاب المقدس توجد ثلاثة أسئلة رئيسية تحتاج أن تسألها: - **ما الذي يقوله حقا؟** لقد كُتب العهد القديم بالعبرية (والأرامية)، والعهد الجديد باليونانية. لكن يمكنك أن تثق في أن معظم الترجمات الحديثة جديرة بالثقة ودقيقة. - **ما الذي يعنيه؟** لكي تجيب على هذا السؤال، عليك أن تسأل: ما نوع الأدب المكتوب؟ هل هي كتابة تاريخية؟ شعر؟ نبوة؟ أدب رؤيوي؟ شريعة؟ حكمة؟ إنجيل؟ كل فقرة من فقرات اليوم تمثل نوعا مختلفا من الأدب (شعر، رؤيوي وتاريخ)، وبالتالي نقرأها بطرق مختلفة. بعد هذا، أسأل ماذا كانت تعني تلك الكلمات بالنسبة للشخص الذي كتبها لأول مرة، ولمن قرأوها أو سمعوها لأول مرة. ثم اسأل، "هل حدث أي شيء فيما بعد ليغير استيعابنا لها؟ مثلا، "ما الفارق الذي يحدثه مجيء يسوع بالنسبة لفهمنا لفقرات العهد القديم؟ في النهاية كل الكتاب المقدس يدور حول يسوع (أنظر يو39:5-40). - **كيف ينطبق هذا على حياتي؟** لتجنب تحول هذا إلى مجرد تمرين عقلي، ينبغي أن تفكر في كيفية تطبيق هذا الكلام على حياتك اليومية.

المَزاميرُ 144:‏9-‏15

كن حقيقيا مع الله (الشعر)

الله يريدنا أن نكون حقيقيين معه. ليست المزامير صلوات من أشخاص لطفاء يستعملون لغة مهذبة. بل غالبا ما يكونوا صرحاء، يتكلمون بفظاظة وخشنين. إنها صلوات تعكس تجاوبا أمينا حقيقيا وشخصيا مع الله.

كتبت المزامير بلغة الشعر. كتب الشاعر، روبرت بيرنز، "محبتي مثل وردة حمراء جدا". طبعا لم يقصد هذا حرفيا.

تتضمن لغة اللاهوت الكثير من المقارنة. عندما تتم مقارنة شيئين معا فهذا لا يعني إنهما متماثلان من جميع الجوانب.

مثلا:

"لِكَيْ يَكُونَ بَنُونَا مِثْلَ الْغُرُوسِ النَّامِيَةِ فِي شَبِيبَتِهَا. بَنَاتُنَا كَأَعْمِدَةِ الزَّوَايَا مَنْحُوتَاتٍ حَسَبَ بِنَاءِ هَيْكَل" (ع12).

تعبر المزامير أيضا عن مشاعر إنسانية شديدة. مثلا، في فقرة اليوم يكتب المرنم، "أَنْقِذْنِي وَنَجِّنِي مِنْ أَيْدِي الْغُرَبَاءِ، الَّذِينَ تَكَلَّمَتْ أَفْوَاهُهُمْ بِالْبَاطِلِ، وَيَمِينُهُمْ يَمِينُ كَذِبٍ" (ع11).

من الواضح إنه ليس صحيحا أن كل الغرباء كذابون ومخادعون. لكن، أحيانا تعبر المزامير عن الغضب من نحو الله وعن نزعة الانتقام من نحو الآخرين. هذا لا يعني أن هذه المشاعر صحيحة، لكنها ردود فعل صريحة، يشعر بها الكثيرون منا أيضا في أوقات مختلفة من حياتنا.

كان داود في وسط الحرب وكان تحت الهجوم دائما من جانب الإمارات الأجنبية المحيطة. كان الصراع المسلح حقيقة حياتية بالنسبة له، وعلى هذه الخلفية نجده يشكر الله على تدريب يديه للحرب. ولكن هذا لا يعني أنه ينبغي لنا أن نحاكي هذه المشاعر. سواء في العهد الجديد أو في العهد القديم يُفترض أن يكون لدينا حب خاص للأجانب والغرباء.

ومع هذا، توجد مشاعر أخرى تلهمنا بأن نتبعها. مثلا، كلمات داود في ع9 تلهمنا بأن نتعبد. ويتابع الحديث عن شوقه لبركة الله على عائلته، وعلى عمله وطلبه الأمان لأمته. ويختم قائلا، "طُوبَى لِلشَّعْبِ الَّذِي لَهُ كَهذَا. طُوبَى لِلشَّعْبِ الَّذِي الرَّبُّ إِلهُهُ" (ع15).

يا رب، أشكرك لأن بركتك هي على الكنيسة – الشعب الذي الرب إلهه. أعبدك اليوم وأصلي من أجل بركتك على عائلتي وعملي وخدمتي ومدينتي وأمتي.

رؤيا يوحَنا 8:‏1-‏9:‏12

اصنع فرقا بصلواتك (رؤيوي)

الأدب الرؤيوي هو أدب الأحلام والرؤى، أدب الأسرار الإلهية ونهاية التاريخ. وهو مليء بالرموز التي تحتاج لفك شفرتها. وفيه نحصل على لمحات عن الأمور التي غالبا ما تكون على آخر حدود الفهم البشري؛ لذا يمكن للتصوير الخيالي المعقد أن يساعدنا حتى نبدأ نفهم الأمور التي تفوق إدراكنا.

يشتهر الأدب الرؤيوي بصعوبة تفسيره. ونجده في داخل الكتاب المقدس في العديد من المواضع – خاصة في سفر دانيال والرؤيا.

وكالمتوقع فإن قراءة الكتابة الرؤيوية لفقرة اليوم صعبة الفهم. يبدو ان المسيح يدعو العالم للتوبة ويحذر من الدينونة القادمة.

قبل الدينونة: "وقعت السماء في حالة سكون – صمت تام لمدة حوالي نصف ساعة" (1:8، الرسالة). أثناء هذه الفترة من الإثارة التي تبعث على الارتجاف، كل السماء نجدها في حالة صمت، والذي ربما يرمز إلى فرصة لتقديم شعب الله للصلوات وأن يسمعها الله.

توحي الأبواق السبعة (ع2) بأنه يقوم بكل شيء بقوته حتى يأتي بنا إلى التوبة. رغبة الله هي أن يحذرنا من التبعات الحتمية لطرقنا. أول أربعة أبواق تنذر بضرر الطبيعة وتلفها (ع6-13). توجد كارثة بيئية (ع7)، وفوضى في الخليقة (ع8-9)، ومأساة إنسانية (ع10-11) ضرر للكون (ع12). ثم يسقط الملاكان الخامس والسادس الضرر بالبشر (1:9- 21).

وسط كل هذا نرى أهمية صلواتنا. "وَجَاءَ مَلاَكٌ آخَرُ ... وَأُعْطِيَ بَخُورًا كَثِيرًا لِكَيْ يُقَدِّمَهُ مَعَ صَلَوَاتِ الْقِدِّيسِينَ جَمِيعِهِمْ ... فَصَعِدَ دُخَانُ الْبَخُورِ مَعَ صَلَوَاتِ الْقِدِّيسِينَ مِنْ يَدِ الْمَلاَكِ أَمَامَ اللهِ" (3:8- 4). الأثر الحادث نتيجة الصلوات بالضبط غير واضح، لكن ما هو واضح هو أن صلواتك الله يسمعها. صلواتك تهم. إنها تصنع فارقا.

نحن نعيش في الوقت الواقع بين مجيء المسيح الأول والثاني. ونرى الدليل على الكثير مما كُتب في هذه الإصحاحات يحدث في عالمنا. ينبغي أن يكون رد فعلنا هو الصلاة والتوبة.

يا رب، أريد أن أفحص حياتي وأتوب عن أية خطية معروفة. أشكرك لأنك تسمع صلواتي ولأنها تشكل فارقا.

عَزرا 1:‏1-‏2:‏67

تمم قصد الله لحياتك (تاريخ)

الله لديه قصد لحياتك. أنت مدعو لتفعل شيئا خاصا له. يرينا سفر عزرا إنه حتى عندما تكون هي خطة الله، فستكون هناك وفرة من المقاومة والمعارضة. لكن الله معك (3:1) وفي النهاية ستنجح خطط الله.

في سفر عزرا، نجد أنفسنا في تخوم مألوفة لنا أكثر من التاريخ. ليست الأسفار التاريخية في الكتاب المقدس مجرد سجلات لما حدث، فهي تمدنا أيضا بتفسيرات للأحداث التي تصفها. فقد كان يُنظر إلى الكتابات التاريخية على أنها نشاط نبوي، فهي تسجل الحقائق وتشرح أو تعلن كيف كان الله عاملا من خلال الأحداث الموصوفة.

تقدم افتتاحية سفر عزرا مثالا ممتازا على هذا فهي تضع الاثنين أمامنا، الحقيقة والتفسير: "وَفِي السَّنَةِ الأُولَى لِكُورَشَ مَلِكِ فَارِسَ عِنْدَ تَمَامِ كَلاَمِ الرَّبِّ بِفَمِ إِرْمِيَا، نَبَّهَ الرَّبُّ رُوحَ كُورَشَ مَلِكِ فَارِسَ فَأَطْلَقَ نِدَاءً فِي كُلِّ مَمْلَكَتِهِ وَبِالْكِتَابَةِ أَيْضًا" (ع1). (تبين النقوش المعاصرة من هذا الزمن أن الملك كورش ملك فارس سمح للأمم المسبية الأخرى بالعودة إلى أوطانهم هم أيضا).

في نفس الوقت يشرح الكاتب أهمية هذه الأحداث التاريخية. فيسلط الضوء على كيفية تحقيق هذه الأحداث لنبوة أرميا المبكرة التي تنبأ فيها بأن السبي سيستمر تقريبا سبعين سنة (أر12:25 و10:29). ليس هذا مجرد درس في التاريخ القديم؛ إنه إعلان من الله. إنه يرينا أمانة الله لشعبه؛ وهو يذكرنا بأنه إله مخلص ومنقذ، وهو يبرهن على كم هو مسيطر ومسئول عن حركة التاريخ.

تصف أحداث سفر عزرا في هذه الإصحاحات ما حدث في عام 536 ق.م. بعد سبعين سنة من الانهيار والهزيمة والسبي صارت هناك بداية جديدة بصفتهم شعب الله الذي سُمح لهم بالعودة إلى الوطن.

سمح مرسوم كورش لليهود بالعودة إلى إسرائيل وإعادة بناء الهيكل في أورشليم. يركز عزرا على إعادة بناء الهيكل، وسفر نحميا على إعادة بناء اسوار أورشليم. لكن، دوافعهما الأساسية كانت هي نفس الدوافع. فقد كانا مهتمين بمجد الله وبشعب الله. كل منهما، بالطرق المختلفة التي سلكاها تمما قصد الله لحياتيهما.

اليوم، نفس الأمر ينطبق عليك. لديك قصد فريد لحياتك. كلنا لدينا مشاريع مختلفة، بناء على وظائفنا المختلفة، وما نتحمس له ومواهبنا، لكن ينبغي أن يكون دافعك الأساسي هو نفس الدافع – الاهتمام بمجد الله وبشعب الله. وسوف يتمم الله قصده في حياتك.

يا رب، أريد أن أكون متاحا لك حتى تتمم قصدك في حياتي. لتجلب حياتي المجد لاسمك.

Pippa Adds

تعليق من بيبا

لقد استعرضت بصعوبة قائمة الأسماء الطويلة للعائدين من السبي في عز2. لقد قاموا بحصر أعداد الناس لأن الناس مهِمُّون.