مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

صلاة حزقيّا(إشعيا37: 14-20)

~النص البيبلي~

14فأخَذَ حِزْقيَّا الرَّسائِلَ مِنْ يَدِ رُسُلِ مَلِكِ أشُّورَ وقَرَأها وصَعِدَ إلى بَيتِ الرّبِّ وفتَحَ الرَّسائِلَ أمامَ الرّبِّ،‌15وصلَّى فقالَ:16”يا ربَّنا القديرَ إلهَ إسرائيلَ الجالِسَ على الكروبيمِ!أنتَ وحدَكَ إلهُ ممالِكِ الأرضِ.أنتَ صَنَعتَ السَّماواتِ والأرضَ.17أمِلْ أذُنَيكَ يا ربُّ وا‏سمَعْ.إفتَحْ عينَيكَ وا‏نظُرْ وا‏ستَمِعْ إلى أقوالِ سنحاريبَ الّتي أرسَلَها ليُهينَكَ بها أنتَ اللهُ الحيُّ.18نعم يا ربُّ إنَّ مُلوكَ أشُّورَ خَرَّبوا جميعَ الأُمَمِ وبُلدانَها19وألقَوا آلِهتَها في النَّارِ.فما هيَ بآلِهةٍ، بل خشَبٌ وحجارةٌ صَنَعَتْها أيدي النَّاسِ.20والآنَ أيُّها الرّبُّ إلهُنا، خَلِّصْنا مِنْ يَدَيهِ لتَعلَمَ مَمالِكُ الأرضِ كُلِّها أنَّكَ أنتَ الرّبُّ وحدَكَ”.

~شرح النص~

ردة فعل حزقيا ملك يهوذا هي منتظرة منه، فكما لبس المسح وطلب الصلاة من النبي في بداية الفصل عند أول تهديد قام به سنحاريب ملك أشور لأورشليم، كذلك الآن هو يرفع صلاته إلى الرب.وها هو يدعوه إلى السماع عبر ثلاثة أفعال: “أمِلْ أذُنَيكَ”و”ا‏سمَعْ”و”استمع”ويدعوه إلى النظر من خلال فعلين آخرين: “إفتَحْ عينَيكَ”و”ا‏نظُرْ” (آية17).كأنه يذكّره بأنه إله ليس كسائر الآلهة التي لا تسمع ولا ترى.وكذلك يتابع المقارنة ساردًا ما كان مصير الآلهة تلك:التلف والحرق لأنها من خشب وحجارة، صُنع أيدي البشر(آية19).وما يميّز إله اسرائيل عن الآلهة الأخرى هو أنه يخلّص لذلك يطلب منه الخلاص.

~تأمل في النص~

لصلاة حزقيّا هيكلية سليمة جدًا.يبدأها بالتوجّه إلى الرب مذكّرًا إياه بهويته وصلاحه وبأنه، عكس سائر الآلهة، إله يصغي ويرى(آية16–17)، ثم يعرض حالته المزرية(آية18–19)، فيستعطف رحمته.وبعد ذلك، يتوجّه إليه بالطلب(آية20).

وبذلك يعلّمنا حزقيّا استراتيجية للصلاة تشبه تعليم القديسة تريزيا الأفيلية، معلمة الصلاة:حين نصلّي، أن نعرف أولًا مع مَن نتكلم ونتوجّه إليه على هذا الأساس، فنذكّره بهويته ودوره تجاهنا، وأن نعي ثانيًا هويتنا، مَن نحن وما نحن عليه، فنعرض له حالتنا وهمومنا، وثالثًا أن نعرف ماذا نريد وماذا علينا أن نطلب منه فيتكوّن محتوى صلاتنا.

~الفكرة الرئيسة~

قبل الصلاة،إعرفْ مَن هو إلهك ومَن أنت في نظره فتتحوّل صلاتك إلى فعل ايمان ورجاء ومحبة.

~صلاة~

ربّي يسوع، علمّنا أن نصلّي! (لوقا11: 1).نحن لا نعلم كيف نصلّي كما يجب، لكن روحك القدوس الذي أرسلته يأتي لنجدتنا ويشفع فينا عند الله ويصلّي فينا بأنّات لا توصف(رومة8: 26)، مباركٌ أنت يا ربّ!

~قرار اليوم~