مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

الرّبّ يرحم شعبه(إشعيا29: 9-14)

~النص البيبلي~

9تحَيَّروا وتَعجَّبوا!تَعامَوا وا‏عمُوا!إسكروا لا مِنَ الخمرِ!تَرَنَّحوا لا مِنَ المُسكِرِ!10الرّبُّ سكَبَ علَيكُم روحَ ذُهولٍ، وأغمَضَ عُيونَ أنبيائِكُم وغَطَّى رُؤوسَ الرَّائينَ بَينَكُم‌...13وقالَ الرّبُّ: “هذا الشَّعبُ يتَقَرَّبُ منِّي بفَمِهِ ويُكرِمُني بشَفَتيهِ، وأمَّا قلبُهُ فبَعيدٌ عنِّي.فهوَ يخافُني ويعبُدُني بتَعاليمَ وضَعَها البشَرُ‌.14فها أنا أصنَعُ مرَّةً أُخرى عجَبًا عُجابًا بهذا الشَّعبِ، فتَبيدُ حِكمةُ حُكمائِهِ ويَنكسِفُ عَقلُ عُقلائِهِ”.‌

~شرح النص~

“تحَيَّروا وتَعجَّبوا!تَعامَوا وا‏عمُوا!..”هذه كلمات موجهة إلى الأشوريين الذين كانوا يحاصرون اورشليم في ذلك الوقت؛ ولكن بعد ذلك مباشرة، في الآية10، تصبح الكلمات موجهة الى سكان المدينة، شعب إسرائيل الذي“أغمَض عُيونَه”وها هو“يتَقَرَّبُ منِّي بفَمِهِ ويُكرِمُني بشَفَتيهِ، وأمَّا قلبُهُ فبَعيدٌ عنِّي”.يبدو أن سكان أورشليم المتواجدين تحت الحصار، لم يتقرّبوا من الرب بشكل صحيح؛ ما زالوا يمارسون العبادة الظاهرية من دون تغيير حقيقي في السلوك.لكن الله لا يتركهم؛ ها هو يتدخّل لصد المهاجم الأشوري، وترشيد مسيرة شعبه ليسيروا في الطريق الصحيح المؤدي إليه.

~تأمل في النص~

عندما انتقد المسيح العبادة الظاهرية عند الفريسيين أشار إلى الآية13في هذا النص(أنظر متّى15: 8).لكنّ محبة الله اللامتناهية، كما في الآية14، ستبقى تعمل: “أبـي يَعمَلُ في كُلِّ حينٍ، وأنا أعمَلُ مِثلَهُ”، قال المسيح(يوحنا5: 17).

مهما ابتعدتُ عن الله، ولو كانت خطاياي“بِلَون القرمز فهيَ تَبيَضُّ كالثَّلج، وإنْ كانَت حمراءَ غامِقَةً، فهيَ تصيرُ بيضاءَ كالصُّوفِ”، يقول الربّ(إشعيا1: 18).هو فقط ينتظر منا الاعتراف بالخطأ والتوبة.فالرب لن يتوقّف يومًا عن محبّتي، لأن اسمه“حب”ولا يقدر أن ينكر ذاته(2تيموثاوس2: 13).لأنّ للأبد رحمته(مزمور136).

يعمل الله في حياتنا على خطين متوازين:من جهة، يعلّمنا، ويهذبنا، ويدفعنا إلى التوبة وتغيير الاتجاه؛ ومن جهة ثانية، يؤيدنا بالحكمة الإلهية لمعالجة الصعوبات في حياتنا.

~الفكرة الرئيسة~

رغم غلاظة قلوبنا،وعمى بصائرنا،وسدّ آذاننا عن السماع،مرةً أخرى يصنع الرب العظائم لشعبه فيبيد حكمة الحكماء ويُكسف عقل العقلاء ويسكب حكمته في حياتنا.

~صلاة~

مع مريم أنشد لك، يا إلهي، وأعزف:تُعَظِّمُكَ نَفْسي وتَبتَهِـجُ رُوحي فيكَ...لأنَّك صنَعْتَ لي عظائِمَ...ورَحمتُك مِنْ جِيلٍ إلى جِيلٍ...! (لوقا1).

~قرار اليوم~