مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

الله الخالق(إشعيا45: 11-19)

~النص البيبلي~

11هذا ما قالَ الرّبُّ القديرُ‌قُدُّوسُ إِسرائيلَ وجابِلُه: “أنا جَبَلتُكُم، فكيفَ تسألونَني عنْ بَنيَّ وتُشيرونَ عليَّ في ما تعمَلُ يدايَ؟12أنا صنَعتُ الأرضَ كُلَّها وخَلَقتُ البشَرَ علَيها.يدايَ نشَرَتا السَّماواتِ وأنا أضأْتُ جميعَ نُجومِها.13أنا حمَلتُ كورَشَ‌على العَدلِ ويَسَّرتُ لَه جميعَ طُرُقِهِ.هوَ يَبني مدينَتي لا بثَمنٍ، ويُطلِقُ أسرايَ لا بِرشوَةٍ”.14وهذا ما قالَ الرّبُّ لشعبِهِ: “ما تَجنيهِ يدُ مِصْرَ وما تكسِبُهُ كوشُ يكونُ لكَ، ورِجالُ سبأٍ‌الطِّوالُ القاماتِ يَعبرونَ إليكَ ويكونونَ لكَ عبيدًا.يسيرونَ وراءَكَ بالقُيودِ ويُمجِّدونَ لكَ ضارِعينَ وقائِلينَ:اللهُ معَكَ ولا آخَرُ، مَنْ إلهٌ سِواهُ”.

15أنتَ حَقًّا إلهٌ مُحتَجِبٌ، يا إلهَ إِسرائيلَ المُخلِّصَ،16والّذينَ يَصنعونَ الأصنامَ جميعًا لَحِقَهُمُ الخِزيُ والعارُ.17أمَّا شعبُ إِسرائيلَ فخَلَّصَهُ الرّبُّ خلاصًا أبديًّا، فلا يَخزَى ولا يَخجَلُ إلى الأبدِ.18وهذا ما قالَ الرّبُّ، وهوَ اللهُ خالِقُ السَّماواتِ وجابِلُ الأرضِ وصانِعُها الّذي ثَبَّتَها وأوجَدَها لا للفراغِ، بل للعُمرانِ: “أنا الرّبُّ ولا آخَرُ.19لا أتكلَّمُ في الخِفيةِ، ولا في مَوضِعٍ مُظلِمٍ مِنَ الأرضِ، ولا أقولُ لذرِّيَّةِ يَعقوبَ:أُطلُبوني حَيثُ الفراغُ!أنا الرّبُّ أتكلَّمُ بالصِّدْقِ وأُخبِرُ بما هوَ حَقٌّ...”.

~شرح النص~

تتخلّل هذا الجزء من سفر إشعيا(فصول40–48)مقاطع تتحدّث عن عظمة الربّ وأفعاله في الخلق، وهي تتخلّل الفقرات التي تتحدّث عن خلاص“يعقوب”ومعاقبة المخاصمين، ودعوة الأمم إلى تبنّي الخلاص.وهنا، مباشرة بعد كلام الربّ إلى قورش داعيًا إيّاه راعيه ومسيحه، يأتي كلام على لسانه، معظمًّا قدرته كخالق.

غير أنّ اللافت في هذا المقطع تحديدًا، أنّ الربّ يقول إنّ الانسان الذي خلقه على الأرض هو قورش الذي سيبني مدينته ويطلق سبيه(آيات12–13).هذا تصريح في غاية الأهمّية، وذلك لأنّه يربط بين الصورة الملكيّة التي تميّز الانسان المخلوق على الأرض في تكوين1: 26–28، وبين قورش.بكلام آخر، إذا كان الانسان هو صورة الله ومثاله بمعنى أنّه ملك متسلّط على الأرض، فهذا المتسلّط يكون هنا قورش مسيح الربّ الخالق وراعي شعبه.

~تأمل في النص~

يفاجئنا النصّ الكتابيّ دومًا بما لا نتوقّعه.ففي وقت نظنّ أنّنا مميّزون لأنّنا نعتبر أنفسنا من الداخل، يقول لنا الكتاب إنّ مَن هم في الخارج هم المميّزون.نرى في هذا النصّ كيف يجعل الربّ قورش الانسانَ المخلوق على صورة الله ومثاله والمتسلّط على الأرض لأنّه أتمّ مشيئته من غير أن يعرفه.

~الفكرة الرئيسة~

الربّ الخالق الأرض وما عليها والباسط السماوات وجنودها عيّن قورش مسيحه إنسانًا مخلوقًا على صورته ومثاله ليتسلّط على الأرض ويعيد إليها حسنها وترتيبها بأن أعاد المسكين إلى حظيرته.

~صلاة~

على صورتك ومثالك خلقتنا، فلا تجعلنا نذلّ لئلّا نشوّه فينا بهاء وجهك.احفظنا سالمين من الخطيئة، وعلّمنا كيف نعمل في هذه الدنيا لتبقى على الحُسن الذي خلقتها عليه.

~قرار اليوم~