مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

لا نجد في الكتاب المقدّس نصًّا آخر تُستحضَر فيه روح الميت. فسفر التثنية يُنهي عن إستشارة أرواح الموتى (تث 18: 11)، كذلك سفر اللّاويّين (لا 19: 31؛ 20: 6). تعكس لنا الآيتان 5 – 6 قلق شاول الشديد إزاء معسكر الفلسطيّين إنباءً بالحرب ضدّه وضدّ شعبه. وتبلغ العقدة أوجها ببقاء الربّ صامتًا على سؤله بالرغم من أنّه قرع عدّة أبواب للحصول على جواب شافٍ. يبدو التناقض واضحًا في تصرّفه؛ فهو من جهة، ينفي العرّافين والسّحرة من البلاد، ومن جهة ثانية، يذهب هو نفسه إلى عرّافة ليستشيرها، ويؤكّد رفض العرّافة له أنّ قراره قد غدا ساري المفعول عند الشعب كلّه. بعد أن أعطاها شاول الأمان، أطلعت له طيف صموئيل، وقد عرفته من ملامح الشيخوخة والجبّة التي كان يرتديها، أمّا شاول فلم يَرَه، بل سمع صوته فقط. في حديثه له، بكّته صموئيل، أوّلاً، على إزعاجه له، وثانيًا، كونه جاء يستشيره، علمًا أنّ إرادة الله بيّنة من خلال امتناعه عن الإدلاء بجواب له، والتي تنمّ عن عدم رضاه، أو بالأحرى عن نبذه الكامل له. في الآية 18، يذكّره بعصيانه للربّ في عماليق، ولذلك، ما زال غضبه محتدمًا عليه.

~ تأمل في النص ~

بقدر ما نفرح بطرد شاول للسحرة والعرّافين، تيمّنًا بما تقوله الشريعة، بالقدر عينه ما يخيب أملنا به، إذ يقوم بإصلاح دينيّ علنيّ أمام الشعب، في حين أنّه هو ذاته لا يلتزم به.

~ الفكرة الرئيسة ~

قالت العرّافة لشاول إنّه ينصب لها “فخًّا مميتًا”. فالعِرافة، بالمعنى اللاّهوتيّ هي فخٌ، كونها تُمارَس باسم الآلهة الوثنيّة، والله يأبى بصورة قاطعة أن يوفّق المؤمن بين العبادة له واللّجوء إلى آلهة وثنيّة، لأنّه إله غيور.

~ صلاة ~

أعطِ يا ربّ عالمنا القلق على مصيره وعلى مستقبله، أن يلوذ إليك وحدك، ويجد في كلمتك المتجسّدة في الكتاب المقدّس خير جواب على كلّ ما يقضّ مضجعه فيستسلم بثقة بين يديك وينعم بالسلام الذي ما بعده سلام.

~ قرار اليوم ~