مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيSample

~ شرح النص ~

ها هو صموئيل يأتي إلى شاول، وعندما رحّب به هذا الأخير، لم يُجِبهُ. بل طرح عليه سؤالاً، وكأنّي به يعلم مسبقًا الجواب. كيف لا، وهو مرسَلٌ من عند الربّ الذي أَسِف لأنّه جعل شاول ملكًا. يبدو صموئيل في صفة القاضي الذي يستجوب الجاني شاول، والذي بدوره يُلقي المسؤوليّة على الشعب، ثمّ يعطي تبريرًا للمخالفة، بحيث إنّ الغنائم المنتقاة ستُستعمل لتقديم الذبائح أيّ لهدف تقويّ. إذًا يحاول شاول إيجاد سببٍ تخفيفيّ لعصيانه شريعة التحريم والتي تقضي بإهلاك غنائم المعركة (تث 20: 16 – 18). ولكنّ صموئيل يقاطعه بإعلان قرار الإتّـهام: يبدأ بتذكيره بأصله الوضيع، وبأنّ الـمُلك هو نعمة مكتَسبَة من عند الربّ ليطيع أوامره، في حين أنّ شاول لجأ إلى الاحتيال، إذ حاول إرضاء الله والشعب في آن. وعندما حاول مرّة ثانية تبرير فعلته، أجابه صموئيل بقولٍ هو في غاية الأهميّة، إذ ما يهمّ الله هو أوّلاً الطاعة له، وإلاّ تغدو الذبائح مجرّد عمل طقسي فارغ من معناه. أمّا جسامة خطيئة التمرّد فتوازي عبادة الأوثان.

ينتهي النصّ بإصدار الحُكم: بما أنّ شاول رفض كلام الربّ، ها هو الربّ يرفضه من الـمُلك.

~ تأمل في النص ~

الله يتقيّأ الفاتر، فهو يطلب من الإنسان أن يكون حارًّا أو باردًا: تلك هي حال شاول الذي لم ترجح عنده دفّة الله على دفّة البشر، بل حاول البحث عن حلّ وسط، وهذا ما يستقبحه الربّ الغيور.

~ الفكرة الرئيسة ~

في شريعة التحريم يطلب الله من المَلك والشعب أن يُبيدوا كلّ الغنائم الحيّة، وذلك لئلاّ يصابوا بخطيئة الكبرياء، فيَنسِبوا النصر إليهم، في حين أنّ تحقيق الإنتصار يعود إلى الربّ وحده.

~ صلاة ~

كم وكم من الحكّام والمتسلّطين يخالون أنفسهم أنّه بإمكانـهم أن يتفرّدوا بقراراتـهم بعيدًا عن أوامر الربّ، فأظهِر لهم يا ربّ جسامة ضلالهم قبل فوات الأوان.

~ قرار اليوم ~