(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

يتناول مرقس في هذا المقطع الإنجيلي موضوع علاقة الرب يسوع بالأولاد لأنهم يمثلون الصورة المثالية لرجاء المؤمنين بمجيء الملكوت. الأهل هم مَن يقدمون أولادهم إليه من أجل أخذ البركة بلمسه. وكانت هذه العادة معروفة في فلسطين آنذاك عند قدوم أحد معلمي الدين المعروفين إلى البلدة والقرية. يشدّد مرقس على محبة الشعب ليسوع عندما يقول أنّ التلاميذ اضطرّوا إلى انتهار الآهالي وهذا، على الأرجح، لأن عدد الأولاد كان كبيرًا جدًّا.

يلفت النظر فعل "اغتاظ "(aganakteô) لأن يسوع يتميز عن المعلمين الآخرين ويهمه التقارب من الأولاد. لذلك أمرَ التلاميذ أن يغيروا تصرّفهم. للأولاد حق القدوم إلى الرب بلا مانع لأنهم يتميزون بكل سمات مواطني الملكوت. تدل كلمة الولد في اليونانية "paidion" على القاصر في المجتمع الذي ليس له أي حق قانوني ولكنه يعيش بسعادة لأنه يثق بأهله كل الثقة ويعرف أنهم يعتنون به ولا ينقصه شيء.

يرمز الولد في هذا المشهد إلى صورة الانسان الذي يقبل الملكوت بإيمان وثقةٍ تمامًا كما يقبل الولد تعاليم والدَيه ووصاياهما.

تأمل في النص

الولد هو صورة المؤمن الواقف أمام الله والمعترف بمحبته. الأولاد لا يترددون في تسليم حياتهم إلى الرب. لذلك نفرح عندما نقرأ عن اغتياظ يسوع لأنه يعبر عن غيرة الرب على شعبه واستعداده الدائم للدفاع عنهم ضد كل الذين يحاولون إبعادهم عنه.

يبارك يسوع المؤمنين ويضع يده عليهم تعبيرًا عن قبوله وعن محبته وعنايته لهم. تعطى البركة من الكبير على الصغير والبركة معروفة في أوساطنا الكنسية وغير الكنسية وهي تربط بين الخيرات الدنيوية والخيرات الروحية التي بين المؤمنين تعني خيرات الملكوت.

أما العبارة "اْلحَقّ أَقُولُ لَكُمْ " في الآية 15 فهي تدل على أهمية القول الذي يليها وتدعو التلاميذ إلى تفسير تعليم يسوع بشكل صحيح. المقصود هو التضادّ بين قساوة قلوب البشر

المتمسكين بتقاليد المجتمع وبثروتهم وبين الأولاد المسلّمين أمرهم للرب ببساطة وفرح.

الفكرة الرئيسة

الأولاد هم النموذج الأول للثقة بالرب وللمحبة الحقيقية.

صلاة

أيها الآب السماوي، أعترف بمحبتك وبكل الخيرات التي تمنحنا نحن أولادك المؤمنين وغير المؤمنين واليوم أقدم لك محبتي في فعل الخير بين المحتاجين. آمين.

خذ قرارًا لهذا اليوم