(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص
يشدّد موسى على أهميّة أن يسير الله معه في درب خروجه في الصحراء. ليس من السهل، لا بل هي مهمّة تفوق بكثير قدرات الإنسان، أن يقود شعب الله المختار نحو الخلاص. فالإنسان، مهما عظم شأنه وكبر إيمانه، لا يمكنه بقواه الشخصيّة أن يحقّق مشروع الخلاص؛ فهذا المشروع هو دائمًا فائق الطبيعة. لذلك، فكلّ مدعوّ من الله، مثل موسى، نجد أن لا ينفكّ عن طلب الحضور الإلهيّ وأن يرافقه الربّ في كامل مسيرته، ليكون الله سنده ومصدر قوّته والفاعل الأساسيّ في تحقيق المشروع.
ولكن أكثر من ذلك، نجد في هذه الصلاة أن موسى يطلب من الربّ أن يريه "طريق الله" ليحتفظ بها. لا يطلب موسى من الله أن يرافقه، بل يطلب منه أن يسمح له بأن يرافقه هو؛ أن يسير موسى مع الله. وهذا إعلان واضح وصريح من قبل النبيّ أنّ الخلاص، كلّ الخلاص، هو أن يكون الإنسان مع الله. الربّ هو الخلاص المرجوّ، وكلّ مسيرة يجب أن تقودنا إليه، وإلّا فهي ضياع بضياع.
ويرى موسى أن علامة رضى الله عنه هو أن يظهر له طريقه. فلولا هذا الإظهار لما تمكّن الإنسان من الوصول إلى خالقه. ليس من طبيعة الإنسان أن يدرك الأسرار الإلهيّة، بل هو بحاجة لمن يكشفها له. وبالتالي، متى أراه الله الطريق فهو يسمح له أن يتقرّب منه وينال البركة والخلاص. وتتوضّح صورة هذه العلاقة الشخصيّة بشكل هائل مع موسى الذي يكلّمه الله وجهًا لوجه، كما يكلّم الإنسان صاحبه؛ علاقة مودّة حميمة، بدون أي حاجز أو عائق. اّتصال مباشر وحقيقيّ.
تأمل في النص
يبحث الإنسان عن طريق الخلاص، يبحث يمينًا وشمالًا، يبحث في كلّ مكان ويحاول كلّ الاحتمالات. ينجح حينًا في التقدّم، ويفشل أحيانًا. وينسى هذا الإنسان أنّ الطريق هي الله نفسه، ولا شيء خارج عنه. هذا ما قاله لنا الربّ يسوع بوضوح عندما طلب منّا أن نطلب ملكوت الله وبرّه والباقي يزاد لنا (مت 6: 33). وأشار أيضًا إلى ذلك بقوله: "لأن ملكوت الله هو فيكم" (لو21 :17).
والعهد الجديد هو في الأساس تحقيق كامل لصلاة موسى التي سمعناها. فبدل ان يسير موسى نحو الله، متلمّسًا طريقه، نجد أن ابن الله هو من أتى إلينا، سكن بيننا ولبس طبيعتنا وحمل عاهاتنا. لم تعد الطريق بعيدة عنَّا ولا حتى خارجنا، بل جعل الربّ طريقه من عليائه هابطةً إلى أعماق قلوبنا وكياننا.
الفكرة الرئيسة
لا خلاص لنا إن لم يسر الله معنا، فهو الذي يحمينا. والأهم أن يظهر لنا الربّ الطريق فنسير نحن معه، فهو من يهدي سبيلنا.
صلاة
قِدْ خطواتي يا إلهي في الطريق الذي تريد. فإنّك ترسم لكلّ واحد منّا مغامرةً رائعةً تصعد بنا إلى أعلى الملكوت. كن دومًا رفيق دربنا، فأنت النور الذي يكشف لنا الاتجاه الصحيح فيقينا الوقوع في فخاخ الشرير التي ينصبها لنا على كلّ مفرق وزاوية.
خذ قرارًا لهذا اليوم
Scripture
About this Plan

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More
Related Plans

____ for Christ - Salvation for All

The Way to True Happiness

One New Humanity: Mission in Ephesians

Conversation Starters - Film + Faith - Redemption, Revenge & Justice

Identity Shaped by Grace

God, Not the Glass -- Reset Your Mind and Spirit

The Art of Being Still

Virtuous: A Devotional for Women

Following the Call of Jesus
