(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

بعد أن استوعب فرعون ورجاله ضربة الأبكار، عاد عن قراره بترك العبرانيين يتركون مصر.

فعاد إلى قساوته، وبعد أن حسب الربح والخسارة قرر أن يتبعهم ويردهم إلى مصر بالقوة. وكان بنو إسرائيل قد أصبحوا عند شاطئ البحر. وما كادوا يدركون أن أمامهم بحرًا يصعب اجتيازه، حتى نظروا وراءهم فرأوا مركبات فرعون المدججة بالسلاح والجنود تتبعهم. فأصبحوا محاصرين من أمام بالبحر، ومن وراء بالمصريين. غني عن القول إن بني إسرائيل وقعوا فريسة الخوف والهلع، "وصرخوا إلى الرب". وتحولوا إلى إلقاء اللوم على موسى متهمينه بأنه هو وراء هذا الوضع الرهيب الذي وصلوا إليه. أما موسى، فما رضخ للضغوطات بل بقي ثابتًا ويحاول أن يثبت شعبه طالبًا منهم الانتظار قليلًا ليشهدوا بأم عينهم التدخل الإلهي وخلاص الرب.

تأمل في النص

قد نصل إلى وضع شبيه بالوضع الذي وصل إليه بنو إسرائيل. لقد فعلوا أمرًا جيدًا بأنهم صرخوا إلى الرب، لكن لم يُحسنوا التصرف عندما ألقوا اللوم على موسى. في الوضع الصعب، يحاول الإنسان أن يُلقي اللوم على أي إنسان أمامه متهمًا إياه بأنه هو سبب هذا الوضع الصعب. هذا نوع من الدفاع عن النفس بطريقة سيئة. في الأوقات الصعبة، ليس هو الوقت لإلقاء اللوم على أحد، ولا للتركيز على الصعوبات نفسها، بل هو وقت لرفع الصوت إلى الله، والنظر إلى منافذ الخلاص من الصعوبات.

تصرف موسى كقائد نموذجي، لم يغرق في بحر الدفاع عن نفسه، بل لجأ إلى بث روح القوة والثبات في الشعب، وتحويل نظرهم إلى الله الذي منه يأتي الخلاص. إن ثبات القائد في الصعوبات أمر في غاية الأهمية، لأنه صورة ومثال لكل اللذين يتبعون. فإن خارت قواه أمامهم خارت عزائمهم جميعًا. مقاومة الصعوبة برجاء هو مفتاح الفرج. حتى وإن صُدَّت جميع المنافذ يبقى عند الله حلول نحن لا نعرفها. حذار التصرف بحماقة في الضيق، لأننا حينئذٍ نغرق أكثر: "الرّبُّ يُحاربُ عَنكُم، وأنتُم لا تُحرِّكونَ ساكِنا"، يعني أن أترك الرب يعمل، وأنا أعمل بانسجام معه.

الفكرة الرئيسة

الضيق فرصة لرفع النظر إلى الله، والعمل بانسجام معه، وانتظار الفرج من لدنه.

صلاة

إلهي، عندما أصل إلى طريق مسدود، ساعدني حتى أركز النظر في السماء وأبقى في شركة معك، وأنتظر خلاصك.

خذ قرارًا لهذا اليوم