(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

كانت الطريق الرسمية من مصر إلى فلسطين تمر على ساحل البحر المتوسط (من الاسماعيلية إلى غزة). لكن الله وجههم في طريق البرية نحو البحيرات المرة والبحر الأحمر وشبه جزيرة سيناء، وهي طريق أبعد وأصعب. فرحلوا من "سكوت" ونزلوا بإيثام في طرف البرية. ويفسر الكاتب المُلهم هذا التصرف الإلهي: لو ذهبوا في طريق البحر، سيتواجهون مع الحاميات المصرية المنتشرة على طول الطريق، وهم شعب غير مدرب على الحرب، فسيهربون ويعودون إلى مصر. يجب أن يعطوا أنفسهم وقتًا للتدرب على المواجهة، فضلًا عن أن الله يريد أن يختلي بهم في البرية ليعطيهم الشريعة ويقطع معهم عهده. عمود السحاب نهارًا وعمود النار ليلًا الذي كان يرافقهم هو الحضور الإلهي معهم لقيادتهم ولحمايتهم.

تأمل في النص

طريق الحرية غير معبد ومفروش بالورد، بل هو طريق وعر مليء بالأشواك. طريق الحرية الروحية طريق مواجهة مع الشر الموجود في العالم ورسله (أنظر أف 6: 10 – 20). وعلى المؤمن أن يحرص أن امتلاكه السلاح الكامل لهذه المواجهة. أسلحة محاربتنا ليست مادية أرضية بل هي روحية تتعلق بعالم الله: التأمل بالكلمة، والصلاة، وقضاء الخلوات الروحية مع الله، والشركة الأخوية مع شعب الله في الكنيسة. وفي هذه الحرب، علينا التحلي بالصبر، واستمداد القوة من الله. إيليا المنهك بفعل المواجهة لزمه الكعكة وكوز الماء اللذان قدمهما الملاك، وسار بقوتهما كل الطريق نحو الله (1مل 19 : 1– 9).

شعب الله يسير في الطريق بقوة وسائل النعمة. إن هذا الجهاد الروحي ضرورة لتدريبنا في نهج القداسة ولإعدادنا للحياة الإلهية.

ما يعزينا ويمدنا بالقوة هو أننا لسنا وحدنا في الطريق، الحضور الإلهي يغلف حياتنا. نعم الله معنا، عمانوئيل، في الصعود والنزول، في الصحة والمرض، في الشبع والجوع، في الجبل والسهل، في الفرج والضيق. وهو يمدنا بالقوة الروحية لإكمال المسيرة حتى تحقيق هدف الدعوة. 

الفكرة الرئيسة

طريق الحرية الروحية هو طريق الجهاد الروحي. وما هذا الجهاد إلا وسيلة لتدريبنا على منهج الحياة الإلهية. والله حاضر معنا في هذا الطريق ليمدنا بالعزم والقوة.

صلاة

إلهي! ساعدني لأتمتع بحضورك معي ولأتلقف قوتك وتعزياتك في طريق جهادي.

خذ قرارًا لهذا اليوم