Logo YouVersion
Îcone de recherche

مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيExemple

مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثاني

Jour 235 sur 366

~ شرح النص ~

وعد المسيح تلاميذه بأنّ كلامهم المُعطى لهم بواسطة الروح القدس سيُعجز الحكّام والمسؤولين الذين لن يقوّوا على نقضه (لو 21: 15)، وقد صدق هذا الوعد في حكمة غمالائيل التي تفيد بأنّه لن يتمكّن المسؤولون اليهود من نقض تعليم الرسل إنْ كان من الله؛ كذلك الأمر نقرأ في سفر الأمثال من العهد القديم بأنّه يستحيل على أيّ حكمة أو مشورة الوقوف في وجه المشيئة الإلهيّة (أم 21: 30)، وعليه فإنّ رؤساء اليهود يخاطرون بالخوض في حرب مباشرة ضدّ الله إنْ لم يتريّثوا في تحديد مصير الرسل ويتركوا المجال لهذه الحركة الناهضة كي تأخذ مسارها الطبيعيّ في الثبات أو في الاضمحلال. ساهمت مداخلة غمالائيل في ترطيب الأجواء إلى حين، فاقتنع المجلس المنعقد بالإفراج عن أسر الرسل ولكن ليس دون تلقينهم درسًا تأديبيًّا، فعمدوا إلى جلدهم وتحذيرهم مرّة جديدة من مغبّة التبشير باسم يسوع. ما عجز عن تحقيقه المجلس اليهوديّ بالقول، سعى إلى تنفيذه بالفعل، فجاءت مبادرة الجلد الجسديّ محاولة لجلد لسان الرسل وردّهم عن مسارهم التبشيريّ. فخرَجَ الرُّسُلُ مِنَ المجلِسِ فَرِحينَ (أع 5: 41) لا لأنّه تمّ إطلاق سراحهم بل لأنّهم ماثلوا معلّمهم في الآلام وباتوا معدّين لتحمّل الاضطهاد في سبيل انتشار البشارة، والفرح الأعظم جاء من مشاهدة الرسل لتحقّق مشيئة الله في وجه كلّ المساعي البشريّة ومن تدخّله المباشر في شخص غمالائيل لإتمام أهداف البشارة؛ من هنا خرج الرسل مباشرة من قيود الأسر إلى الهيكل والبيوت للمباشرة بالتعليم.

~ تأمل في النص ~

“هنيئًا لكُم إذا عَيّروكُم واضّطهدوكم وقالوا علَيكُمْ كَذِبًا كُلّ كَلِمةِ سوءٍ مِنْ أجلي. اَفرَحوا واَبتَهِجوا، لأنّ أَجرَكُم في السّماواتِ عظيمٌ. هكذا اَضطَهَدوا الأنبياءَ قبلَكُم”. (مت 5: 11–12). إنّ الكلام الذي بشّر به المسيح والأعمال التي قام بها مصدرها الله نفسه، وعليه فإنّ كلّ من اعترضها اعترض الله بذاته. من ناحية ثانية فإنّ البشارة هي عمل مطلوب من المسيح وقد كلّف تلاميذه بها وأرسلهم ليحملوا كلامه وتعليمه إلى النفوس العطشى ولكنّه لم يتركهم لذواتهم بل وحّد نفسه بهم لتتحوّل بذلك كلّ مواجهة معهم إلى مواجهة مباشرة مع المسيح، هذا طبعًا إنْ حافظوا على أمانتهم لكلمته وعلى تمسّكهم بوصاياه. من هنا فقد اعتبر الرسل بأنّ الاضطهاد القهريّ الذي أُخضعوا له هو مكافأة وعَدّوا ذواتهم أهلاً لتلقّي إهانات شبيهة بما تعرّض له المسيح، وهذا ما ولّد الفرح. لا يفرح المسيحيّ بالإهانة بحدّ ذاتها إنّما يفرح بأنّه يحوي بذاته الحقيقة نفسها التي كان المسيح يحملها والأمانة نفسها ممّا يجعل العذاب الذي يناله شبيهًا بالعذاب الذي ناله المسيح.

~ الفكرة الرئيسة ~

اليوم كما في الأمس كلّ عمل يحمل تدخّل الله يُعتبر بشارة، فحذار من أن نمارس عادة الانتقاد وإبداء الرأي بعمل ملهم من الله لأنّنا بذلك ندخل بمواجهة مباشرة معه ونجد ذواتنا في تحدّ لحكمة إلهيّة.

~ صلاة ~

جرّدني يا ربّ من سلاح الانتقاد الخطير الذي أتحوّل من خلاله إلى عدوّ لأخي في الإيمان إذ بمواجهتي لعمله قد أجد نفسي في مواجهة مع مشيئتكَ المقدّسة. آمين.

~ قرار اليوم ~

Écritures

À propos de ce plan

مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثاني

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.

More